آلاء إبراهيم حسونة من مدينة يافا مديرة بشركة "هفنيكس" (הפניקס) للتأمين
* تعتبر آلاء مثالًا للمرأة العربية الناجحة والطموحة، فقد نجحت خلال فترة قصيرة بالوصول إلى منصب رفيع في شركة "هنفنيكس"، حيث تشرف اليوم على طاقم مكوّن من 50 موظّفًا *
آلاء إبراهيم حسونة (30 عامًا) ابنة مدينة يافا، تحمل اللقب الأول في الاقتصاد وإدارة الأعمال من الكلية الأكاديمية يافا، طالبة للقب الثاني في موضوع إدارة الأعمال بجامعة بن غوريون. هذا وتحمل هبة شهادة مرخّصة للمعاشات والتأمينات من قبل وزارة المالية، ناشطة اجتماعية في مجال البيئة وداعمة لنشاطات وفعاليات تهدف إلى تقديم الدعم للطلاب العرب وحثّهم على الالتحاق بالتعليم العالي.
اختارت آلاء أن تشقّ مسيرتها المهنية في مجال غير تقليدي كمرخّصة تأمينات، ونجحت خلال فترة قصيرة بالتأثير والتّمييز في مجال عملها، التقينا آلاء لتخبرنا عن نجاحها ومسيرتها المهنية:
هل لك أن تخبّرينا عن مسيرتك المهنيّة.. وكيف كانت بداية مشوارك في شركة "هفنيكس" (הפניקס)؟
بدأت مسيرتي المهنية بداية قبل 6 سنوات، عام 2013، حين تمّ قبولي للعمل في شركة "هفنيكس" كمرخّصة تأمينات، وذلك بعد أن حصلت على شهادة "مرخّصة تأمين"، وهي شهادة ضرورية، يحصل عليها كل مَن يرغب بالعمل في هذا المجال، بعد فترة دراسة معيّنة.
ككل البدايات، واجهتني في بداية عملي الجديد بعض التخوفات والصعوبات والعقبات، التي استطعت أن أتخطّاها لاستمر في مشواري المهني والنجاح في عملي. لقد اخترت مجال عمل غير تقليدي للنساء العربيات، إذ كنت الفتاة العربية الأولى التي تعمل في هذه الشركة، ممّا شكّل عائقًا أمام البعض، إلّا أن ذلك لم يثنني واتخذت هذا الموضوع كتحدٍّ لنفسي ولعائلتي وللمجتمع بأسره، لأثبت أن لا عوائق ومصاعب يمكنها أن تقف أمام الطموح والإصرار على النجاح. وها أنا اليوم أقطف ثمرة هذا الإصرار والنجاح، بجرأة وشجاعة واكتفاء، وأشرف على طاقم مكوّن من 50 موظّفًا في فرع شركة "هفنيكس" في مدينة حيفا.. وما زلت نصب عيني أهدافًا أخرى أسعى لتحقيقها في المجال الأكاديمي والمهني.
ماذا يمكنك أن تذكري من بين العقبات التي واجهتك في مجال عملك؟ وكيف استطعتِ تجاوزها؟
أذكر بأنّ العقبة الأولى التي واجهتني كانت عقد جلسات عمل مع الزبائن أو كل مَن يُعنى بالتأمينات الشخصيّة في البيوت لهدف التسويق والإقناع بصفتي شابة، فكانت لي بعض التخوفات لكني وجدت حلولًا لتفادي هذه التخوّفات، ونجحت بتقديم الاستشارات المهنية للزبائن والالتقاء بهم في أماكن عامّة أو في البيوت برفقة زملاء لي في العمل، حيث استطعت إيجاد حل مقبول على الجميع.
والتحدّي الأكبر الذي واجهته كان الانتقال للعيش في مدينة حيفا، حيث تتواجد هناك مكاتب الشركة. كوني آتية من بيت محافظ صعّب مهمّة الانتفال، إلّا أنّ القرار كان لا بدّ منه رغم أنه لم يكن سهلًا، فاتّخذت هذه الخطوة الضرورية لتجنب الأزمات المرورية الخانقة في ساعات الصباح والمساء بالطريق الذهاب إلى العمل والإياب منه.
هل لك أن تذكري بعض الإنجازات التي حقّقتها في مجال عملك؟
من أهم الإنجازات التي حقّقتها هي رفع الوعي بكل ما يخصّ مجال التأمينات المختلفة - تأمينات التقاعد، التأمينات الشخصية والعامّة، في الوسطين: العربي واليهودي على حد سواء، وذلك من خلال محاضرات قدّمتها في مدارس عربية في المجتمع العربي من أقصى الجنوب إلى الشمال.
هذا كان تحديًا كبيرًا قررت اجتيازه بنفسي؛ ففي البداية توجهت شخصيًا للمدارس وعرضت عليهم الموضوع، فتقبّلت إدارة المدارس الفكرة برحابة صدر وإيجابيّة، وفوجئت جدًا من قلّة الوعي في كل ما يخصّ الموضوع من قبل شريحة واسعة من المعلّمين والمعلّمات، فسعدت كثيرًا برفع الوعي فيما يتعلق بهذا الموضوع.
بعد نجاح المحاضرات والزيارات المدرسية المجانيّة، تلقّت الشركة مئات التوجهات، ونجحت مع طاقم العمل بزيارة أكثر من 600 مدرسة في الوسط العربي وإلقاء المحاضرات التوعوية في مجال التأمينات.
ما هي رسالتك للنساء العربيات؟
بدايةً، أودّ أن أقول بأنّ النجاح في أي مجال يكمن بتخطيط النجاح. ففي البداية عليكنّ تحديد الأهداف، ومن خلال الإيمان بقدراتكنّ وإصراركنّ على تحقيق أهدافكن، لا بدّ أن تنجحن في الوصول إلى الأهداف والنجاح. حاولن تجاوز جميع العقبات إن كانت اجتماعية، بيئية وتقليدية، فدائمًا هناك حلول ممكنة لأكبر الصعوبات والعقبات يمكن حلّها والمضيّ نحو تحقيق الأهداف.
أنصح جميع الأكاديميين العرب بمحاولة البحث عن فرص عمل في الشركات الكبيرة والرائدة في البلاد، فهنالك العديد من الوظائف في انتظاركم. نحن نرى اليوم بأن عدّة شركات تقوم بدمج الأكاديميين العرب في صفوفها، فهنالك تعاون وشراكة مع مبادرات عديدة تهدف إلى تعزيز عمل الموظفين العرب في تلك الشركات، وإحداها مبادرة "كو-ايمبكت" التي تهدف إلى زيادة نسبة الموظفين العرب في الشركات الكبرى والرائدة في البلاد. انتهزوا الفرص الملائمة وابحثوا عن الطرق الأمثل للوصول إلى الهدف من خلال الوظائف التي تلائم تخصّصاتكم.
كما وأدعوكم للمشاركة في مؤتمر التشغيل اليافاوي لمشروع كو- ايمبكت الذي سيعقد بتاريخ 11.04.2019 في يافا والذي من خلاله سيتحدث موظفون رائدين من القطاع الخاص عن فرص العمل بالشركات الكبرى. لتفاصل أخرى، زوروا صفحة كو-امباكت بالفيسبوك.