هذا النوع من الحليب غنيّ بالكالسيوم ڤيتامين D، وهو منتج غذائي أساسي ويومي يمكن أن يكون مفيدًا لأطفالنا ولنا: أردنا أن نفحص ما الذي يحتويه هذا الحليب المعزّز ولمن هو جيد ومفيد، وما هي الكمية التي نحتاجها منه؟

مع حبوب الصباح، مع القهوة أو مع أي مشروب في الصباح: الحليب هو منتج يومي نصادفه جميعًا.

لحُسن الحظ، حظينا بالسنوات الأخيرة بهدية هي عبارة عن منتج متطوّر ومحسّن، ألا وهو الحليب المعزّز. إذًا، ما الذي يميّز هذا الحليب عن الحليب العادي ولماذا يُنصح بدمجه في تغذية أطفالنا؟ إليكم كل الأمور التي يجب أن تعرفوها:

بماذا هو معزّز؟

يندرج الحليب المعزّز في فئة "الغذاء المُثري"، أي ذلك الغذاء الذي يحتوي بداخله على وفرة من المكوّنات الغذائية بالنسبة لكمية السعرات الحرارية الموجود فيه، وذلك بفضل إضافة مكوّنات غذائية. في حالة الحليب المعزّز يدور الحديث عن إضافة كالسيوم ڤيتامين D المعروفيْن بمساهمتهما الكبيرة في تطوّر ونموّ الأطفال.

لماذا يُعتبر هذا الحليب جيّدًا للأطفال؟

يلعب الكالسيوم دورًا مهمًا في بناء العظام والأسنان، فضلاً عن وظيفته المركزية في أداء جهاز الأعصاب لوظائفه وتحديد وتيرة نبضات القلب والعمل السليم لأجهزة تخثّر الدم وأداء الغدّة الدرقية لوظائفها.

د.روبرت هوفمان، أخصّائي طب العائلة في "مكابي" ومئوحيدت"، يقول بان عظامنا تبدأ مرحلة البناء في جيل الطفولة وتستمر حتى عمر 20 عامًا. يتواجد معظم الكالسيوم في عظام الجسم ويمكن أن يصل وزنه من 7 إلى 10 كغم، علمًا ان كمية الكالسيوم تعتمد، أساسًا، على التغذية طيلة السنوات، بالإضافة إلى الكالسيوم، ڤيتامين D أيضًا يلعب دورًا مهمًا في بناء العظام. وتقول عنات متياش، خبيرة تغذية طبية MPH، وأخصائية تغذية الأطفال والشبان: "لمساعدة الكالسيوم على الإمتصاص فهو بحاجة إلى مساعدة من عوامل أخرى، مثل ڤيتامين D الذي يحافظ على مستويات سليمة من الكالسيوم والفوسفور بالدم، وبذلك يحفّز بناء العظام".

كذلك أثبتت أبحاث معمقة بان لڤيتامين D دورًا مهمًا في منع مخاطر تكوّن مرض السكري، ويساعد الغدّة الدرقية على ضبط كميات الكالسيوم بالدّم، وهو ضروري أيضًا لمنع الاكتئاب، الزهايمر وأمراض المناعة الذاتية.

لمن الحليب المعزّز جيد ومفيد أيضًا؟

فترة الطفولة (عمر سنة – 8 سنوات) هي فرصة ذهبية لبناء العظام الصّحية والقوية، ولكن يجب عدم التوقف عند هذا العمر. وفي جيل المراهقة (18-9)، مرحلة البلوغ الجنسي، تتسارع وتيرة النمو، وهذا هو الوقت المناسب للاهتمام كثيرًا بكل ما نستهلكه، مع التشديد على استهلاك الكالسيوم. من المهم ان نعرف ان جيل المراهقة هو جيل متقلّب، وخلاله يتعرف المراهقون على عالم الحمية (الريجيم) غير المتوازنة، وبالتالي لا يحرصون على تزويد جسمهم بما يحتاجه حقًا. وهنا تأتي أهمية الحليب المعزّز الذي عن طريق تناوله يحصل جسم المراهق على كمية أكبر من الكالسيوم، بالمقارنة مع الكمية التي يحصل عليها من الحليب العادي، مع الإشارة إلى إضافة ڤيتامين D إلى الحليب المعزّز،

الكالسيوم اليومية الموصى بها تتغيّر حسب العمر والجنس. وتضيف عنات متياش: "لدى البالغين تكون عملية تكسّر العظام أسرع بكثير من عملية إنتاجها وبنائها، لذلك يكتسب استهلاك الكالسيوم أهمية أكبر في هذه الأعمار".

وما هي الكمية التي يجب تناولها؟

الكمية اليومية من الكالسيوم بعمر 8-4 سنوات: 1000 ملغم. يحتوي كوب واحد من الحليب العادي على 200 ملغم كالسيوم، بينما يحتوي كوب واحد من الحليب المعزّز 400 ملغم، علمًا انه يحتوي على 120 سعرة حرارية. وبالتالي، 2/1 2 كوب من الحليب المعزّز يوميًا تزوّد الكمية المطلوبة لأطفالكم.

الكمية اليومية من الكالسيوم بعمر 18-9، وهو العمر الذي فيه تتسارع عملية بناء العظام، هي 1,300 ملغم كالسيوم باليوم. يُنصح المراهقون بتناول 3 أكواب من الحليب المعزّز للحصول على الكمية المطلوبة.

عُمر 70-19 لدى الرجال و 51-19 عند النساء (بما في ذلك فترات الحمل والرضاعة)، الكمية اليومية تقدّر بـ 1,000 ملغم من الكالسيوم يوميًا، أي 2.5 كوب حليب معزّز. أما الكمية الموصى بها لمن أعمارهم تزيد عن المذكورة أعلاه، فهي 1,200 ملغم من الكالسيوم باليوم.