تُعتبر الغازات لدى الأطفال ظاهرة شائعة. كيف تشخّصونها وماذا يمكنكم أن تفعلوا؟ في هذا المقال يمكنكم إيجاد عدة نصائح عملية ومفيدة لمواجهة هذه الظاهرة.
بقلم: رنانا مزراحي، أخصائية تغذية سريرية، مديرة علمية- "متيرنا"
من منّا، نحن الأهل، لم يسمع عن الظاهرة التي نسمّيها بال "غازات"، ويسمّيها المختصّون "مغص"(كوليك)؟ إذا كان طفلكم يعاني من هذه الظاهرة، لستم لوحدكم. تعتبر هذه الظاهرة شائعة جدا، وبحسب 70% من أمّهات لأطفال ممّن أعمارهم حتى نصف عام فقد عانى طفلهن من الغازات، وان هذه الظاهرة شائعة عند الأطفال الذين يرضعون من أمّهاتهم تمامًا كما لدى الأطفال الذين يتغذّون ببدائل الحليب- تركيبة غذاء للأطفال.
"كابوس الغازات"، كما يسمّيه الأهالي، يظهرعادة في الأسبوع الثاني من حياة الطفل ويصل ذروته في الأسبوع السادس، وغالبًا ما يختفي في عمر 3-4 شهور. وهي فترة غير مريحة- لا للطفل ولا للوالدين القلقين.
كيف نعرف أن الطفل يعاني من الغازات؟
إن كان طفلك يمرّ بفترات تتميّز بعدم الاستقرار والهدوء وتتخلّلها نوبات بكاء فجائية وطويلة، إحمرار الوجه، تقلّص قبضته، صُعوبة في تهدئته، فمن المستحسن أن تفحصوا:
هل يبكي طفلكم بكاءً فجائيا غير ناجم عن الجوع أو التعب لمدة 3 ساعات في اليوم؟ هل تتكرّر هذه الظاهرة 3 مرّات في الأسبوع ولا تتوقّف خلال أسبوع؟ إن كانت إجابتكم عن هذين السؤالين ب "نعم" فإن طفلكم يعاني من المغص.
إذا، ما العمل إن كان الطفل يعاني من الغازات؟
بداية، من المهم التوجّه مع الطفل إلى طبيب العائلة، للتأكّد من ان الطفل يعاني حقّا من المغص، علما انها ظاهرة فسيولوجية مرتبطة بعمليّة نضوج الجهاز الهضمي. اذا كان هذا صحيحًا، فيمكنكم التخفيف على طفلكم:
-
امنحوه الدفء والمحبّة، لا تخشوا من أن يتعوّد على هذا الدلال أو يصبح إتّكاليا ومدلّلا بشكل مفرط، فكل ما يحتاجه الآن هو حنانكم.
-
إحملوا الطفل على ذراعيكم واهتموا أن تكون بطنه قريبة من ذراعيكم ورجلاه نحو الأسفل، إفعلوا ذلك وأنتم واقفون وقوموا بتدليك ظهره باليد الأخرى. هذه هي وضعيّة "النمر على الشجرة"، إحدى أكثر الوضعيات التي تساعد الأطفال في مثل هذه الحالات.
-
استعملوا المصّاصة، لأن عمليّة المصّ تساعد على تهدئة الطفل.
-
دلّلوا طفلكم بحمّام منعش أو بتدليك بطنه من خلال حركات دائريّة باتجاه عقارب الساعة.
-
تذكّروا: ليس كل بكاء يدلّ على الجوع- إذا لم يمرّ وقت كاف بين الوجبة وبكاء الطفل، حاولوا تهدئته بطرق أخرى. الإطعام المفرط قد يزيد الضغط على الجهاز الهضمي، وبالتالي يزيد من البكاء وأوجاع الطفل.
-
إن كنت ترضعينه، فهذا أمر ممتاز! إستمرّي بذلك، إذ توفّرين له الغذاء الأفضل. في الحقيقة، لم يثبت علميّا وجود تأثير مباشر بين نوع الغذاء الذي تتناوله الأم والغازات لدى الطفل، وهنالك العديد من المعتقدات غير المثبتة في هذا المجال. وبالتالي لا يوجد سبب يمنعك من شرب المشروبات الغازية، ولكن يمكنك أن تحاولي إجتناب تناول منتجات الحليب لبضعة أيام، إذا لاحظت وجود تحسّن كبير، يفضّل الاستمرار بقائمة طعام لا تحتوي على الحليب ومنتجاته والحرص على تناول مكمّلات الكالسيوم في المقابل.
-
ان كان الطفل لا يرضع، حاولوا إطعامه ببديل حليب مميّز وذي تركيبة سهلة الهضم. متيرنا كومفورت هو بديل حليب مخصّص للأطفال الذين يعانون من الغازات والمغص وذو تركيبة سهلة الهضم، قليل اللاكتوز وغني بالبروبيوتيكا الصديقة لجهاز الهضم من نوع L.reuteri من بيت بيو جايا.
وختاما، حاولوا التحلّي بالصبر والهدوء قدر الإمكان، وهكذا يمكنكم إضفاء الشعور بالأمان والهدوء على الطفل. لا تنسوا- هذه هي فترة عابرة وتنتهي عندما يُصبح طفلكم بعمر 4-5 شهور.