الأشواجاندا (العبعب المنوّم): ما هي النبتة الطبية التي تساعد في التغلب على التوتر؟
يصنّف التوتّر على انه وباء هادئ في هذا العصر، حيث تتراكم الأحداث وتتزاحم المسؤوليات، ووتيرة الحياة تضعنا أمام تحديات كثيرة. وفي هذه الفترة، تحديدًا، حيث يتواجد كل منا تحت تهديد صحّي يشمل كافة أفراد عائلته، ومع قرب الأعياد، لدينا أسباب كافية للشعور بالتوتر.
الضغط النفسي أو التوتر (سترِس) هو الطريقة التي بواسطتها يتعامل الجسم مع المحفّزات الجسدية، النفسية والبيئية. عند التعرض للضغط النفسي يختلّ توازن الجسم وتبدأ آليات الدفاع بالعمل بوتيرة عالية. قد يكون المحفّز فكرة، أي أنه موجود في تفكير الانسان فقط وليس ملموسًا، وقد يكون حقيقيًا وواقعيًا ويشكّل "تهديدًا" على الانسان.
في بحث أجري في أيلول الأخير، ونشرت نتائجه في مجلة Cureus، تم فحص نبتة الأشواجندا (العبعب المنوم)، التي تعرف كمضادة ومهدّئة للتوتر، وتعالج الأرق والهلع. أجري البحث على 60 مشاركا يعانون من الأرق، حيث تناولوا حبوبًا تحتوي على خلاصة جذور الأشواجندا (KSM-66) بجرعة 300 ملغم مرتين في اليوم، مقابل دواء وهمي (فلسبو) لفترة 10 أسابيع.
وقد تبيّن من البحث أن الأشخاص الذين تناولوا الاشواجاندا طرأ تحسّن ملحوظ على المعايير التي تم فحصها، من حيث جودة ومدة النوم. الجهاز العصبي لدى الأشخاص الذين يعانون من الضغط النفسي والتوتّر يقوم بإطلاق هورمونات التوتّر كالادرينالين والكورتيزول- الهورمونات التي يحرّرها الجسم في حالة القلق. يدخل الجسم، عمليًا، في حالة طوارئ للقيام بوظائفه بسرعة، وهذا ما ينقذه حينما يتعرض لخفقان سريع في دقات القلب، تزويد الطاقة للعضلات، ارتفاع ضغط الدم، انخفاض في نقل الدم في جهاز الهضم وحدّة في عمل الحواس. تهدف هذه الأعراض إلى تهيئة الجسم لاستقبال ردة فعل "حارب أو أهرب" التي تميّز حالات الخطر. قد تساعد هذه الردود الجسم على المدى القصير، ولكن في حال تكرارها واستمرارها قد تضرّ به.
التوتر النفسي الذي لا يتم معالجته قد يلحق الضّرر بالصحة ويسبب حالات صحية مختلفة، مثل انخفاض في قدرة الجسم على المقاومة، تراجع في وظائف الجسم عامةً وضرر يشكل خطرًا على الحياة.
توجد العديد من النباتات الطبية التي تساعد على توازن ردود فعل الجسم عند التوتر. هذه النباتات تحتوي على مكوّنات تقلّل من إفراز هورمونات التوتر كالكورتيزول.
نبتة الأشواجاندا، التي تعرف باسم Withania somnifera هي نبتة معروفة في الطب الهندي التقليدي ويتم استخدامها منذ أكثر من 5000 سنة. تساعد هذه النبتة في زيادة القدرة على مقاومة الضغط الجسدي، البيئي أو العاطفي والحصول على التوازن. وتستخدم هذه النبتة كثيرًا في الطب الهندي كمهدّئ، ولعلاج مشاكل الذاكرة، تحسين المزاج، خفض التوتر وعلاج المشاكل الجنسية.
مع ازدياد اضطرابات القلق والتوتر في السنوات الأخيرة، فإن الأبحاث التي تتناول فاعلية استخدام الأشواجاندا ازدادت ايضًا.
كما يتّضح فإن الأبحاث العلمية تدعم الاعتقاد بأن الأشواجندا تحتوي على مكوّنات تساهم في خفض نسبة الكورتيزول تدريجيًا وتقليل أعراض التوتّر النفسية والجسدية كالهلع والأرق وقيام الجسم بوظائفه.
تم فحص تأثير الأشواجندا في عدة أبحاث سريرية، حيث تبيّن بأنها تحدّ من مؤشرات القلق والتوتر المختلفة، تساهم في خفض نسبة الكورتيزول وتحسّن من جودة النوم.
وجب التنويه أن تأثير النبتة ليس فوريًاـ حيث تدلّ الأبحاث بأن الفعالية التدريجية تبدأ بعد شهر من الاستعمال، ولكن يمكن الشعور بالتأثير وتحسّن جودة الحياة.
مقدم من ألتمان للمكملات الغذائية.