يتساءل الكثيرون كيف يمكن تقوية جهاز المناعة؟ هل يمكن التدخل بمسار الفيروس او البكتيريا المسبّبة للمرض وردّة فعل الجسم؟ هل يجب تحسين التغذية؟ ربما تناول فيتامين أو نباتات طبية من شأنه تحسين ردة الفعل المناعية؟
فكرة تقوية ردة الفعل المناعية ممتازة ولكن تطبيقها معقد. جهاز المناعة مركّب وليس خلية منفردة، ولهذا فإن تقوية ردّ فعله تتطلّب ملاءمة وتنسيق بين المركّبات المختلفة للجهاز، بما في ذلك خلايا، أعضاء وأجهزة أخرى. لا يوجد دليل قاطع بالنسبة للعلاقة بين عمر الإنسان وبين تقوية جهاز المناعة. بالرغم من ذلك، معروف لدينا بعض العوامل التي يمكنها تقوية الجسم وزيادة كفاءة جهاز المناعة، والتي يتم اختبارها حتى اليوم.
العوامل البيئية المعروفة التي قد تضعف ردة فعل جهاز المناعة هي تغذية سيئة، غياب النشاط البدني، ضغط، وزن زائد او نقص في النوم. من جهة أخرى، تعامل إيجابي مع هذه العوامل قد يحسّن جودة الحياة، الصحة العامة وجهاز المناعة. بالإضافة، تبيّن من بحوث أخرى أن مركّبات تغذية مختلفة تحتوي على فيتامينات، معادن وأعشاب تساعد على تعزيز وتحفيز جهاز المناعة. فيما يلي بعض النصائح لرفع كفاءة جهاز المناعة:
1. التغذية هي عامل حاسم في عمل ونشاط جهاز المناعة. تشير أبحاث مختلفة إلى وجود علاقة بين نقص بالمركّبات الغذائية الأساسية وبين ضعف أداء جهاز المناعة. الفيتامينات والمعادن التي لها علاقة بأداء جهاز المناعة هي الزنك، السيلينيوم، الحديد، النحاس، حمض الفوليك، فيتامين A، B6، وفيتامين E.
استطلاعات التغذية التي أجريت في إسرائيل في صفوف الأولاد والبالغين لم تكن ايجابية ومتفائلة بالنسبة لاستهلاك مركّبات أساسية. مثلًا، في استطلاع الصحة والتغذية الذي نُشر في 2015-2016 تبيّن أن 14% من المراهقين الذين تتراوح اعمارهم بين 13-18 و-30% من البالغين أبناء 18-64 لا يستهلكون كمية كافية من الحديد، وايضًا نحو 45% من المراهقين و-57% من البالغين لا يستهلكون كمية كافية من الزنك، وهما عنصران مهمّان لأداء جهاز المناعة.
اذًا ما هو الحل؟ في حال عدم استهلاككم الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات كل يوم، مفضّل تناول مولتي فيتامين مناسب للجيل – أولاد، مراهقون وبالغون وحسب كمية الاستهلاك الموصى بها للرجال والنساء.
2. تأثير الجسد، الروح وجهاز المناعة: مع مرور السنوات ادرك الطب الحديث أهميّة العلاقة بين الجسد والروح. توجد ظواهر مرتبطة بالحالة النفسيّة التي تنعكس على الاوجاع الجسدية، مثل الانفعال الذي يتمثّل في اوجاع البطن والاسهال، أو مثلًا ضغط وذعر يتمثّل في آلام بالقلب، عرق وتشويشات بالنوم. أجري أكثر من 300 بحث تبيّن من خلالها أن ضغطا وتوتّرا قصير الأمد وبالذات طويل الأمد يؤثر على أداء جهاز المناعة.
اذًا ما هو الحل؟ ينصح بالقيام بتمارين او تقنيات مختلفة للتهدئة، كل بما يناسبه، مثلًا: المشي، اليوجا، السباحة، أو سماع الموسيقى. وإذا اقتضت الحاجة يوجد مكمّلات غذائية تحتوي على نباتات طبيّة، مثل البسيفلورا، الحامول والاشواجندا التي يمكنها ان تساعد. في الحالات الأكثر صعوبة، يجب استشارة طبيب.
3. النباتات الطبية في خدمة جهاز المناعة: يوجد عدة نباتات طبية تحسّن من نشاط جهاز المناعة، وتبيّن انها مضادة للالتهاب والأكسدة او التي يمكنها التأثير على نشاط الفيروس او البكتيريا بشكل مباشر. لهذا السبب هذه النباتات الطبية تساعدنا في فترة الشتاء حيث نهتم بتقوية جهاز المناعة لمكافحة الملوثات. إحدى النباتات التي تم بحثها لهذا الهدف هي نبتة الاخناسيا التي فُحص تأثيرها على جهاز المناعة والنشاط على الفيروسات والبكتيريا. أيضا البروفوليس المعروف ا بأنه "المضاد الحيوي الطبيعي" فُحِص تأثيره على ملوثات مختلفة – الفيروسات، البكتيريا والفطريات.
اذًا ما هو الحل؟ البروفوليس والاخناسيا والنباتات الطبية المفيدة الأخرى يمكن استهلاكها على شكل سكاكر، سيروب، او سبري يحتوي على نبتة واحدة او اختيارمكمّل غذائي يحتوي على تركيبة فعّالة ةمن النباتات الطبية، وهذا يعتمد على الهدف.
4. البروبيوتيك يحافظ على جهاز المناعة: نجاعة وفعالية البكتيريا الصديقة -البروبيوتيك- على صحة الجهاز الهضمي أثبتت كثيرا في حالات مثل منع الاسهال بعد إعطاء المضاد الحيوي. بالسنوات الأخيرة، حسب بحث متقدم وُجدت علاقات بين تناول البروبيوتيك للأطفال والبالغين وتأثير ذلك على الجهاز المناعي، اذ انها تقلّل من مخاطر الملوثات على مسالك التنفس. وُجد أيضا أنواع من البروبيوتيك التي يمكنها منع حالات تلوث وحتى تقصّر مدة المرض في حالة تلوث.
اذًا ما هو الحل؟ لاستهلاك فعّال ومفيد للبروبيوتيك يجب التأكد من أن الأنواع المستهلكة ملائمة تم فحص وكفاءتها لمواجهة امراض فصل الشتاء والملوثات. بالإضافة، يجب الاخذ بعين الاعتبار أن مكمّل البروبيوتيك حساس جدًا لظروف البيئة. ولكي يكون ناجعا يجب التأكد من أن البكتيريا المستهلكة حيّة ولهذا يجب شراء المنتج من شركة معروفة بمراقبة الجودة. مفضّل الإحتفاظ بالمنتج في الظروف الموصى بها من قِبَل المنتج حتى تاريخ انتهاء الصلاحية. الحرارة والرطوبة العالية التي يمكن أن يتعرّض لهما المنتج إذا تم طلبه من خارج البلاد، في أقسام الجمرك او البريد بدون مراقبة الجودة قد تؤدّي الى استهلاك منتج غير ناجع.