ما هي الأغذية الدافئة، لماذا تعتبر الخضروات ذات الجذور وبرتقالية اللون ضرورية في فصل الشتاء بالذات، وهل كانت جدّاتنا محقّات بالنسبة لشوربة الدجاج؟ كل ما يجب معرفته عن الغذاء الدافئ في الأيام الباردة من فصل الشتاء.
مع انخفاض درجات الحرارة، مهم جدًا حماية أجسامنا والحفاظ على درجة حرارة متوازنة ومستوى طاقة معقول. الجارزة والجوارب الدافئة مهمّة جدًا لتدفئة أجسامنا، ولكن سوف نركّز على الأغذية التي يمكنها المساهمة بحماية أجسامنا:
تقول سيجال فايس جروسمان، معالِجة طبيعية ومعالجة بالأعشاب: "في الطب الصيني، يفرّقون ما بين الأغذية الدافئة والباردة. الأغذية الدافئة تشمل الأغذية الحارّة، خضروات ذات جذور، بقوليات، عدس، الحبوب والتوابل المختلفة. أما الأغذية الباردة تشمل منتجات الحليب بأنواعها، الخسّ، أوراق الخضروات والتوابل مثل النعنع. غالبية الأغذية الدافئة تساعد في توسيع الأوعية الدموية وتدفّق الدم بشكل أفضل، مما يسمح للأكسجين بالوصول إلى الخلايا بكثرة".
طريقة تحضير الغذاء تؤثر على مستويات الطاقة التي يوفّرها. الطبخ على نار هادئة يرفع من مستوى الطاقة حرارة الغذاء. تخزين الغذاء والاعتناء به بالطريقة الصحيحة يجعله دافئًا أكثر. الأغذية المطحونة، المدقوقة أو المقطّعة لقطعٍ صغيرةٍ تعطي طاقة دافئة أكثر. يمكن تحويل الفواكه والخضروات ذات الطاقة الباردة الى طاقةٍ دافئة، عن طريق طحنِها وهرسها. مهم الحفاظ على الفواكه بدرجة حرارة الغرفة وليس في البراد.
ماذا يستحسن أن نأكل في الشتاء لكي نشعر بالدفء؟
أغذية دافئة: في الشتاء نميل بشكلٍ طبيعيّ للأغذية الدافئة. أضيفوا لوجباتكم اليومية عصائد دافئة مثل عصيدة الشوفان والقرفة. تناولوا الشوربة وبالذات شوربة الدجاج أو الخضروات، العدس، البقوليات وطبخات الطناجر بالإضافة للخضروات المطبوخة والمشروبات الساخنة مثل السايدر مع القرفة والزنجبيل.
شوربة الدجاج: تبيّن أن الجدّات كنّ محقّات. إذ وجدت الأبحاث أن شوربة الدجاج تساعد على توازن درجة حرارة الجسم وتحسين الشعور العام عند الأشخاص الذين يعانون من التهاب القصبات الهوائية، الرشح، الحمّى والإنفلونزا. غير واضح إذا ما كانت الخضروات نفسها أو المعادن التي تحتويها، ولكن شوربة الدجاج تفيد وتريح دائمًا وتنجز المهمّة. بالإضافة، يبدو أن البخار الذي يخرج منها يساعد في فتح إنسداد الأنف.
الخضروات ذات الجذور: في فصل الشتاء، من المناسب جدًا استهلاك هذا النوع من الخضروات، التي تنمو تحت الأرض، مثل جذر الشمندر والسالاري (الكرفس)، جذر البقدونس، الجزر، اليقطين، الأرضي شوكي. بالإضافة إلى الخضروات البرتقالية، الحمراء والصفراء. يوجد طاقة مكثّفة في هذه الخضروات، بالإضافة للألياف والقيّم الغذائية المتواجدة بها. يُنصَح بإضافة هذه الخضروات للشوربة، اليخنة او طبخات الطناجر.
البقوليات: البقوليات تحتوي على طاقة عالية ومركّزة. من المفضل إضافة بقوليات مثل: الحمص، البازيلاء، الفاصولياء، والعدس بألوانه المختلفة، إلى الشوربة أو الوجبة التي تُحَضَر في الطنجرة. إذا كان لدينا الرغبة في تناول سلطة باردة، مُفَضَل إضافة عدس "مبرعم"، حمص، كينواه، أو بقوليات "مبرعمة".
الشوفان: أحد أنواع الحبوب الأكثر تدفئة ومُسببًا للراحة، والذي يساعد أيضًا في تحسين المزاج. يحتوي الشوفان على ألياف غذائيّة، فيتامين B وأحماض أمينية توازن جهاز الأعصاب. يمكن استهلاك الشوفان بحالته الطبيعية مع اللبن (يوغورت)، السلطة أو طبخه كعصيدة ساخنة أو في الشوربة. في جميع الأحوال، يحتوي الشوفان على طاقة دافئة.
خضروات وفواكه: الفليفلة الحمراء، الكيوي، الجوافة والبقدونس والحمضيات الغنية بفيتامين C. البطاطا الحلوة، الجزر، اليقطين، الفليفلة البرتقالية وجميع أنواع العدس البرتقالي غنية بالبيتا كروتين، ومفضل إضافتها مع الغذاء الغني بالزنك – مثل حبوب عباد الشمس وحبوب اليقطين غير المحمّصة، وبإضافة زيت زيتون وطحينة.
في الأيام الباردة، يمكن تقديم خضروات مخبوزة في الفرن، خضروات "موكباتس" وحتى شوربة خضروات ساخنة مطحونة الغنية بالأوراق الخضراء مثل البقدونس والسالاري الغني بالمعادن كالزنك والسيلينيوم.
توابل دافئة
القرفة: من فوائدها أنها توازن مستويات السكر، تحسّن تدفّق الدم المحيطيّ. تناسب القرفة الناس التي تعاني من البرد، ومفضّل إضافتها للتفاح المخبوز بالفرن، مهروس التفاح او إضافة عود قرفة الى الشاي الساخن مع زنجبيل وقرنفل.
الروزمرين (حصى البان): تٌدفئ الجسم، تُنشّط تدفّق الدم وتسبب اليقظة والشعور بالطاقة. الروزمرين ممتازة لضغط الدم المنخفض، تخفيف وجع الرأس، تحسين الذاكرة، إلتهاب وأوجاع المفاصل وتساقط الشعر. يمكن إضافتها إلى الشاي أو طبخ الطنجرة.
الزنجبيل: مفضّل استهلاكه كجذر. يمكن تقطيعه بشكل صغير وإضافته الى الشاي والطبيخ. للأشخاص الذين يعانون من ضغط دم عالٍ والنساء التي تمرّ بموجات حرّ – مفضل تناوله باعتدال.
توابل دافئة إضافية ملائمة للطبخ: الكركم، الكمّون، جوز الطيب، الكاري وغيرها. مهم جدًا إضافة هذه التوابل في النهاية كي لا تتأكسد وتفقد من صفاتها المغذيَة.
الغذاء الذي يُفضّل التقليل منه
السكر: بحسب طريقة العلاج الطبيعي، السكر يُضعف خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن محاربة مسبّبات الأمراض، ولهذا السكر يُقلل من قدرة الجسم على التعامل بالطريقة الصحيحة. يُنصح بالتقليل من المشروبات المحلّاة، الحلويات، البسكوت، الكعك والأغذية التي تُعتَبَر وكأنها صحّية مثل الفواكه المجففة والعسل.
الأغذية المنشّطة لإفراز البلغم: الطب الطبيعي وبالأخص الصيني ينظر لبعض الأغذية كمنتجة للبلغم الذي يكثّف ويملأ الغشاء المخاطي للأنف، وتنتج البلغم وتزيد من الإحتقان في الجيوب الأنفية. الأغذية التالية غير مستحبّة في الفصل البارد، خاصة إذا كنتم تعانون من الرشح والبلغم: الفستق، البمبا وفواكه مثل الموز، الشمام والحمضيات البرتقالية (برتقال ومندلينا).
حليب البقر: منتجات حليب البقر غير مُفَضَلة في هذا الفصل لأنها تُعتَبر، بحسب الطب الطبيعي، أغذية باردة ومنتجة للبلغم. حاولوا تناول حليب الماعز، الصويا وما شابه.