بمناسبة يوم المرأة العالمي وعيد الأُم: الكلية الأكاديمية العربية للتربية في حيفا تنظم مؤتمرًا بعنوان" صورة المرأة في الادب العربي الحديث"

بحضور مئات من طالبات وطلاب اللقبين الأول والثاني وعشرات من محاضرات ومحاضري الكلية وبمشاركة باحثات وشاعرات من الكلية وخارجها، شهدت الكلية الأكاديمية العربية للتربية في حيفا يوم الأحد مؤتمرًا بعنوان: " صورة المرأة في الدب العربي الحديث"، وذلك بمبادرة قسم اللغة العربية آدابها ومركز اللغات في الكلية.

وكانت مديرة الكلية  وعميدتها البروفيسور رندة خير عباس قد افتتحت المؤتمر بكلمة خاصة قالت فيها:" نرحب بكم في افتتاح اعمال هذا المؤتمر الذي وإن كان عنوانه صورة المرأة في الأدب العربي الحديث، إلا ان الفكرة التي تقف في أساسه هي أوسع وأشمل فهي جزء مما نقشته الكلية على رايتها منذ عقدين من الزمن وفق رسالة رئيسها العام المحامي زكي كمال، والتي تؤكد ايمان الكلية التام بان المرأة جديرة بكل مواقع التأثير وبكل المناصب بجدارة واستحقاق وليس مِنَّة من احد، ومن هنا جاء ما تشهده الكلية في هذا المجال ويتجلى باختياري المسؤولة والمديرة للكلية واختيار مُحاضِرات لرئاسة معظم مساقات الكلية وبرامجها ومشاريعها ، فالكلية تؤمن بان مساواة المرأة وحريتها هي  السبيل لنمو المجتمعات وازدهارها وتحويلها الى شعوب منتجة ومبدعة حيث يؤكد تاريخ العالم الحديث ان البلدان المتقدمة هي تلك التي أعطت المرأة كافة الحقوق ولم تنتقص من دورها ولم تجعلها حبيسة المنزل او رهينة للعادات والتقاليد البالية والمظلمة والتأويلات المتحجرة".

وأضافت:" الأسئلة التي تتعلق بصورة المرأة في الأدب كبيرة وكثيرة والتوجهات مختلفة فمنها من يعتقد ان الأدب يجب ان يصوِّر الواقع وان ينقل بنتاجاته نقل صورة الواقع سلبًا أم ايجابًا بينما يطالب البعض بان يكون الادب رافعة للتغيير وان يرسم صورة مغايرة للمرأة رغم ان البعض سيتهمه حينها بالانقطاع عن الواقع.. هذا المؤتمر هام وجلساته ستكون دون شك مثرية فلكم الشكر الجزيل حضورًا وضيوفًا ومنظمين ".

 من جهته قال الدكتور حسين حمزة رئيس قسم اللغة العربية وآدابها الذي بادر الى هذا المؤتمر بالتعاون مع مركز اللغات في الكلية ورئيسه د. هارون شحادة ،  أن هذا المؤتمر بمضمونه من أبحاث قيمة ومحتواه من مشاركة شاعرات رائدات انما هو الدليل على أهميته وانه يعكس إرادة الكلية في تحقيق المساواة وليس ذلك فقط بل نفذته على ارض الواقع، وأضاف:" تزامن اليوم الدراسي مع عيد الأم يزيد من أهميته ويؤكد قيمة ما يتضمنه من أبحاث انطلاقًا من ايماننا بمساواة المرأة فهي ليست نصف المجتمع فقط بل عماده وكله، وبمنسبة عيد الأُم أكتفي بالقول: الدنيا أم". 

هذا شمل المؤتمر جلسة أولى تخللها عرض لثلاثة أبحاث حول صورة المرأة في الأدب العربي الحديث ، قدمت الاول الدكتورة دوريت غوتسفلد من جامعة بار ايلان وتمحور حول صورة المرأة في الأدب النسوي الفلسطيني ، وقدمت الثاني الدكتورة حنان بشارة ، المحاضرة في الكلية الاكاديمية العربية وكانت بعنوان:" المرأة العربية تكتب عن نفسها بلا تردد" اما الثالثة فكانت للدكتورة رباب سرحان المحاضرة في الكلية الأكاديمية العربية وبعنوان" الفكر النسوي وصورة المرأة في الرواية- حنان الشيخ أُنموذجًا".الجلسة الثانية كانت سلسة من القراءات الشعرية شاركت فيها الشاعرات، سعاد قرمان، هيام أبو الزَلف، أمال رضوان، نعيمة عماشة وفوز فرنسيس .

 وكان مسك الختام خطاب المحامي زكي كمال الذي أكد في كلمته التلخيصية والختامية الأهمية التي توليها الكلية لمساواة المرأة والتزامها بذلك بشكل يومي  منذ عقدين من الزمن انطلاقا من ايمانها ان الاختيار يجب ان يستند الى معايير موضوعية واكاديمية واضحة تأخذ بعين الاعتبار القدرات والمؤهلات الأكاديمية والإدارية والشخصية تلغي كافة الاعتبارات الاخرى،  وبالتالي تزيل كافة العوائق والمعيقات غير الموضوعية وهو ما اتضحت صحته وإيجابياته عبر وصول محاضرات الى رأس السلم الأكاديمي والإداري في الكلية واختيار   البروفيسور رندة خير عباس مديرة للكلية منذ ثلاث سنوات.

وأضاف:" أهمية هذا المؤتمر تتجلى في التحضيرات الحثيثة له وهوية المشاركين فيه وكذلك عدد الحضور ناهيك عن مشاركة إدارة الكلية بكاملها في المؤتمر. هذا دورنا وهذا ما نغرسه في ذهن طالباتنا وطلابنا الذين نؤهلهم ليكونوا ليس فقط القيادة التربوية بل الإنسانية والمجتمعية في المجتمع العربي وغيره، عبر تذويت توجهات احترام الغير والعمل على ضمان المساواة ورفض الظلم وتغييب المرأة، تأكيدًا على ان لا وجود ولا كيان ولا تقدم لمجتمع يُقصي نصفه كمًا وأكثر من نصفه كيفًا".

وتولت عرافة المؤتمر بتألق وإبداع الإعلامية سماح حسنين بكرية، وبحضور الإعلامي والشاعر والكاتب محمد بكرية  وتم اختتامه بتقديم الشهادات  التقديرية للمشاركات اللواتي قدمن من نتاجهن الأدبي والعلمي والفكري.