يتطلّب علاج انتفاخ البطن والغازات تغييرات في النظام الغذائي وأنماط الحياة. يمكن أن تساعد المكمّلات الغذائية والعلاجات التقليدية أيضًا في تخفيف وعلاج هذه الظاهرة غير المريحة.
لماذا يحدث ذلك؟
يُعدّ الانتفاخ بالبطن والغازات من الأعراض المزعجة التي تسبّب أحيانًا عدم الراحة والمواقف المحرجة، والتي تحدث لسببين رئيسيين:
السبب الأول: ابتلاع الهواء. على سبيل المثال، بسبب مضغ العلكة، أو تناول المشروبات الغازية أو التدخين أو المواقف التي تؤدّي إلى فرط التنفّس مثل نوبة القلق.
السبب الثاني: يكمن في عملية تحليل الطعام في الفلورا-البكتيريا الجيدة في الأمعاء الغليظة. بعض الأطعمة التي نتناولها لا تخضع لعمليات تحليل وهضم في المعدة وتصل كاملة إلى الأمعاء الغليظة. تحلّل الفلورا هذا الطعام عن طريق التخمير، وينتج عن ذلك، من بين ما ينتج، الغازات.
أسباب إضافية للإنتفاخ تشمل حالات صحّية مختلفة، عادات الأكل واستخدام أدوية وغيرها.
كيف نخفف ونعالج الانتفاخ والغازات؟
تناول المكمّلات الغذائية
مكمّلات البروبيوتيك-البروبيوتيك هو اسم عام للمكمّلات الغذائية التي تحتوي على بكتيريا جيّدة. الأطعمة المصنّعة والأدوية التي نتناولها والعديد من الأسباب الأخرى تُضعف تركيبة الفلورا في الأمعاء وتؤدّي إلى مشاكل مختلفة، بما في ذلك الانتفاخ والغازات. يمكن أن تساعد مكمّلات البروبيوتيك كثيرًا في الوقاية وعلاج الانتفاخ والغازات.
عند اختيار مكمّل غذائي بروبيوتيك، ينصح بأخذ الأمور التالية بعين الاعتبار:
-
يجب اختيار المكمّلات التي تشمل أصناف بكتيريا بروبيوتيك محدّدة تمّ اختبار فاعليتها في الأبحاث. يتم تصنيف هذه البكتيريا وتمييزها بأحرف أجنبية وأرقام.
-
ينبغي اختيار المكمّلات المناسبة للعُمر والأعراض التي تودّون علاجها. مكمّلات البروبيوتيك المخصّصة لتخفيف أعراض الجهاز الهضمي عادة ما تحتوي على مجموعة من الأصناف التي تنمو في مناطق مختلفة من الأمعاء، وبالتالي تساعد بشكل كبير على تخفيف الأعراض، هذا مقارنة بمكمّلات بروبيوتيك نسائية.
-
يجب اختيار مكمّلات البروبيوتيك التي يتمّ تصنيعها باستخدام تقنية تحمي البكتيريا، بحيث يتم حمايتها وتبدأ "العمل" فقط عندما تصل إلى المنطقة المستهدفة في الجهاز الهضمي حيث من المفترض أن تؤثّر.
مكمّلات إنزيمات الهضم-يُضعف نمط الحياة الغربي جودة وكمّية الإنزيمات الهضمية الموجودة في جسم الإنسان. تحتوي الأطعمة المصنّعة على كمية أقل من الإنزيمات، كما أن الأضرار التي تلحق بفلورا الأمعاء تقلّل أيضًا من كمية الإنزيمات. نتيجة لذلك، فإن كمية الإنزيمات الهضمية التي ينتجها جسم الإنسان تصبح غير كافية. لذا، فمن المستحسن أن تستكمل بالأنزيمات الخارجية التي ستساعد في عمليات الهضم الطبيعية وتمنع أعراض انتفاخ البطن والغازات.
عند اختيار مكمّل إنزيمات هضم، ينصح الإلتفات إلى الأمور التالية:
-
التأكّد من أن المكمّل ذو مقاومة كبيرة لدرجات الحرارة والحموضة (PH).
-
اختيار مكمّل يحتوي على جميع الإنزيمات اللازمة لهضم الكربوهيدرات وهضم البروتينات وهضم الدهون.
إذا كنتم ممّن يعانون من عدم تحمّل اللاكتوز، يوصى بتناول إنزيمات هضم تحتوي على إنزيم اللاكتاز قبل تناول كل وجبة تحتوي على منتجات الحليب.
ما الذي يُنصح بتناوله في حالة الانتفاخ أو الغازات؟
ينصح بتجنّب تناول وجبات كبيرة وثقيلة وتفضيل الوجبات الصغيرة والمتقاربة زمنيًا والموزّعة على مدار اليوم. يُنصح أيضًا بتفادي الأطعمة أو عادات الأكل التي تسبّب الإفراط في بلع الهواء، مثل مضغ العلكة وتناول المشروبات الغازية. يوصى بالشرب من كوب وليس باستخدام قشّة، والتوقّف عن التدخين، تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بشراب الفروكتوز قدر الإمكان، والأطعمة المُحلاّة بالسوربيتول، والنيتول، وما أشبه -خاصّة العلكة والسكاكر والبوظة الخالية من السكر وما إلى ذلك.
هناك العديد من الأطعمة المعروف عنها أنها تسبّب زيادة في إنتاج الغازات، وذلك بسبب المكوّنات الغذائية الموجودة فيها والتي لا يتم هضمها بواسطة إنزيمات الجهاز الهضمي الطبيعية، أو لا يتم امتصاصها بشكل صحيح. من هذه الأطعمة، على سبيل المثال، البقوليات والخضروات من العائلة الصليبية (مثل: الملفوف، القرنبيط، الفجل واللّفت وغيرها).
ما العمل إذًا؟
نقع البقوليات- قبل طهي البقوليات، يجب نقعها في الماء طوال الليل. بهذه الطريقة تذوب بعض المكوّنات غير القابلة للهضم في الماء، ويوصي البعض بطهي البقوليات مع الكراوية.
عدم الإفراط بتناول الأطعمة التي تعتبر صحّية أيضًا- يوصى بإضافة الألياف الغذائية، الخضروات، الفواكه مع قشورها أو الحبوب الكاملة إلى القائمة، ولكن بقدر معقول. على الرغم من كونها أطعمة صحية وضرورية، إلّا أن تناول كميات كبيرة من الألياف قد يسبّب انتفاخًا في البطن وعدم الراحة.
تمارين، تمارين، تمارين- ممارسة الرياضة بشكل يومي تؤدّي إلى تحسين تدفّق الدم إلى الجهاز الهضمي وبالتالي المساعدة في تحسين أدائه وتسهيل عبور الغازات فيه.
جدّتك أكثر من يعلم- هناك أعشاب أو علاجات تقليدية التي يمكن أن تساعد في تخفيف الغازات وانتفاخ البطن: شاي الزنجبيل الطازج، شاي بالنعناع، شاي الكراوية وشاي الشومر -يمكنها أن تخفّف من الانتفاخ وآلام البطن.
فحص الحساسية الاستثنائية- هناك العديد من الحالات الصحية التي يمكن أن تكون سببًا للانتفاخ. لذلك، يجدر التحقّق من الحساسية من اللاكتوز أو السيلياك (حساسية القمح) أو متلازمة القولون العصبي أو التهابات أخرى في الجهاز الهضمي. إذا كانت نتائج الفحوصات إيجابية، يجب معالجة هذه المتلازمات أو الأمراض.
أدوية بدون وصفة طبيب- هناك عدد من الأدوية التي لا تتطلّب وصفة طبية والتي يمكن أن تخفّف من الغازات والانتفاخ، بعضها يعتمد على الفحم الفعّال الذي يمتص الغازات.
أدوية مع وصفة طبية- في حالات الشعور بعدم الراحة في البطن بسبب أوضاع صحّية، يُوصى بالتوجه إلى الطبيب للحصول على العلاج الدوائي الملزم بوصفة طبّية فقط.
للانتفاخ في البطن والغازات أسباب وعلاجات مختلفة-ابتداء من البروبيوتيك وحتى الزنجبيل. احرصوا على الإصغاء لجسدكم وللتغيّرات التي تطرأ عليه. حاولوا عزل العوامل التي تجعلكم تشعرون بالانتفاخ ثم استشيروا مُختصًّا أو جدّتكم إذا لزم الأمر. إذا كان الشعور بعدم الراحة يمنعكم من متابعة حياتكم بانتظام، استشيروا الطبيب وافحصوا الموضوع جيدًا. باستثناء أمراض الجهاز الهضمي، هناك العديد من الحلول التي يمكن دمجها بشكل معتدل في نمط حياتنا لتحسين الشعور بسهولة.