يعاني آلاف الأشخاص في البلاد من التهاب المريء اليوزيني (EOE)، الذي يسبّب الشعور بالاختناق عند الأكل فيضطرون لتقليص الأغذية التي يتناولونها. وقد تم تشخيص هذا المرض قبل حوالي 30 عامًا فقط، الأمر الذي يجعل من تشخيصه صعبًا جدًا.
وحول المرض قالت إحدى المصابات به، التي تعاني منه منذ كان عمرها 5 سنوات: "بدأ الأمر عندما بلعت شيكل فعلق في المريء. ذهبنا لنجري الفحوصات فقال الأطباء إن الأمر غير منطقي، وذلك لأن الشيكل صغير جدًا ومن غير المعقول أن يعلق بالمريء، بل من المفروض أن يواصل طريقه إلى الجهاز الهضمي. أجروا لي صورة أشعّة وقاموا بإخراج الشيكل بدون أي إجراءات لاستيضاح الأمر. وبعد ذلك، أصبح الغذاء يعلق لديّ في المريء دائمًا، بغضّ النظر عن الوجبة التي كنت أتناولها". وأضافت: "إنها معاناة لا توصف. عليّ أن أجلس وأن أبذل جهدًا كبيرًا حتى أستطيع البلع، وبدأ جسمي يدخل في ضائقة وإنتاج اللعاب ليساعد على عملية البلع. في نهاية المطاف وبعد الكثير من الفحوصات، قرّر الأطباء إجراء فحص تنظير للمعدة. اليوم أنا أعرف أن كل إشارات المرض كانت متواجدة، إلا أنه وبسبب قلّة الوعي حول هذا المرض، لم يعرف الأطباء تشخيصه".
هذا المرض، الذي استصعب الأطباء تشخيصه يسمّى التهاب المريء اليوزيني (EOE)، ويحدث بسبب وجود خلايا التهابيّة من نوع اليوزينيات في المريء. وشاركت أم المصابة: "هذه اليوزينيات هي خلايا دم بيضاء لها دور هام جدًا في جهاز المناعة الذي يلعب دورًا مركزيًا في حماية الجسم من أنواع معيّنة من الالتهابات، لكن ليس من المفروض أن تكون في المريء. وإذا تواجدت هناك، فعلينا أن نعلم أن أمرًا ما ليس على ما يرام".
ويقول الدكتور ماتان سيترمان، مختصّ في الجهاز الهضمي في مستشفى "بيلنسون" ومركّز مجال الالتهابات في عيادة "كلاليت" في لواء المركز، حول المرض: "هذا المرض من الصعب جدًا تشخيصه، إذ تمّ اكتشافه في سنوات التسعينات من القرن السابق، ونسبة الوعي حوله منخفضة رغم أن انتشاره آخذ بالازدياد حول العالم. بحسب التقديرات، يوجد اليوم شخص واحد يعاني من هذا الالتهاب من بين كل 2,000 وحتى 5,000 شخص".
وبحسب التقديرات، 3,000 - 5,000 شخص يعانون من المرض في البلاد، من جميع الأعمار: أطفال بعمر سنة وحتى كبار السّن.
وأضاف مصاب آخر بالمرض أن القيود الأساسيّة التي يفرضها المرض عليه تتعلّق بالتغذية: "أتّبع حمية غذائية انتقائية، وقائمة المأكولات الممنوعة لي أطول من قائمة المأكولات المسموحة. فممنوع أن أتناول اللّحوم، البروتينات الحيوانيّة، الأسماك، الدجاج، البيض. وكذلك الخبز والكعك والمعجّنات ممنوعة. مسموح لي أن أتناول كميات صغيرة من البطاطا، البصل، الثوم والقليل من التفاح. أيضًا منتجات الحليب، ما عدا تلك التي تحتوي على مكمّلات بروتين. هذه هي حياتي. أعاني من نقص بالوزن، لكن فحوصات الدم لديّ متوازنة".
لخّص د. سيترمان أنه لا توجد طريقة أخرى: العلاج الرئيسي لهذا الالتهاب يشمل الامتناع عن بعض الأغذية. ويضيف: "هناك أيضًا أدوية ناجعة تؤخذ عبر الفم، وفي الآونة الأخيرة تم توسيع العلاجات البيولوجيّة التي تعطى عن طريق الحقن، مرّة في الشهر أو شهرين. المرض غير خطير، صحيح أنه يضرّ بجودة حياة المريض بدرجة عالية، لكنه مرض مزمن يمكن التعايش معه".