تتميّز هذه الفترة العمرية بمظاهر الاستقلال التي يبديها الأطفال الصغار. من عمر عام واحد يمكن لطفلك أن يأكل كل شيء، ولكنه يريد أن يكون مستقلًا، ويختار الأطعمة الخاصة به ويأكلها وحده. يبدأ الأطفال الصغار في هذا العمر في أن يكونوا انتقائيين بما يتعلّق بالطعام.
أحيانًا، لا يثير الطعام اهتمام الأطفال، وقد يتناولون بضع لقمات من الطعام الذي طالما أحبّوه ومن ثمّ يتوقّفون عن أكله، وقد يتناولون الكثير من الطعام على الفطور والقليل جدًا خلال النهار. أحيانًا سيصل الطعام الذي وضعتموه أمامهم إلى كلّ مكان، ما عدا أفواههم.
من جهة أخرى، ما زالوا يكبرون، ومن المهم أن يأكلوا جيدًا وبتوازن. وأنتم لا تملكون أدنى فكرة ما هي كمية الطعام التي أكلوها أصلًا خلال تواجدهم في الحضانة، على سبيل المثال.
لقد دلّت أبحاث السوق على أن الأطفال يستمرّون بطلب وتناول بدائل الحليب حتى بعد عمر سنة. فإذا كان طفلكم يحبّ بديل الحليب الذي يتناوله، فهذه فرصة ممتازة لاستكمال الفيتامينات والمعادن ومكوّنات الغذاء الأساسية بالإضافة إلى المركّب البروبيوتيك.
هل أكل طفلي بما فيه الكفاية؟
ما يثير مخاوفنا كآباء وأمّهات (وبعض الجدات والأجداد أيضًا) هو ألّا يحصل طفلنا على ما يكفي من الطعام.
اطمئنّوا: فقد دلّت أبحاث عديدة على أن الطفل يمتلك قدرة على تنظيم استهلاك الطعام والسعرات الحرارية على أكمل وجه.
فإذا كان طعامه قليلًا في يوم معين، فسيأكل أكثر في اليوم الذي يليه. ثم إذا كانت وتيرة نموّ الطفل سليمة (وفقًا لدالة النموّ والتطوّر)، وتطوّره الجسدي والذهني بخير، فلا يوجد ما يدعو للقلق. لا ينبغي إرغامه على الأكل أو تحويل وقت الوجبة إلى حالة من التوتّر والضغط.
كآباء وأمّهات، تقع علينا مسؤولية تقديم أفضل غذاء للطفل وبالشكل الأنسب له ولمرحلة تطوّره، والاطمئنان إلى أنه سيعرف تمامًا ما هي الكمية التي يحتاجها منه. وبهذا نكون قد وضعنا حجر الأساس لتغذية صحّية مستقبلًا.