الكثير من الناس يعتقدون أنه لا حل لهذا المرض. إنهم مخطئون!
بالتعاون مع شركة نياوفارم إسرائيل
يعيش في إسرائيل نحو 300 ألف من مرضى الصدفية (بسوريازيس) الذين يتعاملون يوميًا مع واقع غير سهل. تنعكس عوارض الصدفية في طبقات جافة وحمراء على البشرة مغطاة بقشرة بيضاء- فضية. هذه العوارض تظهر بالأساس في فروة الرأس، المرافق، الأكواع، الركب، على الصدر، على البطن، على الأظافر والأعضاء التناسلية، وتأتي مرفقة بحكّة قوية. ولكن هذه ليست القصة بأكملها، إذ أن الصدفية هي أكثر بكثير من مجرد مرض جلديّ.
ويؤكد بروفيسور م. زياد خمايسي مدير وحدة الليزر - الجلد مستشفى رمبام: "عدا كون الصدفية مرض جلديّ يؤثر على المظهر ويتسبب بالحكّة، إنه مرض متعدد الأجهزة والذي قد يهاجم أجهزة أخرى في الجسم". ويشرح بروفيسور م. خمايسي أنه من الشائع أن يصاب مرضى الصدفية بأمراض القلب والسُكريّ، ومشاكل بالمرافق والتهابات الأمعاء. ويُضيف "الصدفية تزيد من مخاطر الاصابة بالاكتئاب، بالأساس بسبب تأثيرها على المظهر والحكّة الشديدة، إذ أنه هناك فكرة مسبقة لدى الجمهور بالنسبة لمرضى الصدفية، ولا شك أن المظهر مهم جدًا للشباب، وله أثر على الصعيد النفسيّ أيضًا".
كيف نُعالج الصدفية؟
على ضوء الآثار بعيدة الأمد التي سبق ذكرها من المهم أن نعالج المرض. ويؤكد بروفيسور م. خمايسي "الصدفية هي مرض فيه عدة مستويات من الخطورة، وعلاجها يتعلق بدرجة خطورتها. معظم الناس يعانون من مرض طفيف فيكون العلاج بالكريمات التي يتوجب دهنها على الجلد على الدوام. بدرجات متوسطة الخطورة هناك علاجات أخرى كالعلاج الضوئي (فوتوتيرابيا)، الا أن إحد نواقص هذا العلاج هي أنه يتوجب على المريض أن يأتي لتلقي العلاج ثلاث مرة أسبوعيًا، مما قد يؤثر على سير الحياة اليومية". كما يمكن علاج الحالات المتوسطة بالأدوية الجهازية، الأمر الذي يستوجب متابعة أداء الكبد.
"من يُعاني من مرض شديد الخطورة أو لا يستطيع تلقي هذه العلاجات لأسباب شتى، يمكنه تلقي العلاج الأكثر تطورًا - العلاج البيولوجي" يؤكد بروفيسور م. خمايسي، ويُضيف أن الحديث يدور عن مجال آخذ بالتطوّر طوال الوقت. ويضيف "العلاج البيولوجية تنقسم إلى ثلاث مجموعات: مثبطات IL147، مضادات TNF و IL23. مضادات TNF هي المجموعة الأقدم والتي تعتبر في الوقت الراهن أقل فاعلية. في المقابل، فإن IL17 و IL23 هي بروتينات السُكري (السيتوكينات) مهمة في آلية عمل الصدفية ومن شأن تثبيطهم أن يجلب لتحسّن بالوضعية المرضية.
هذه العلاجات عالية النجاعة في علاج البشرة والأمراض المرفقة لهذا المرض، وهي سهلة الاستخدام ومن شأنها أن تحسّن جودة الحياة. ويقول بروفيسور م. خمايسي أن "معظم العلاجات تُخفي نحو 90% من الآثار على الجلد، وبذلك يستطيع المريض أن يواصل حياته دون أية علامات على الجلد وأن يعيش مع بشرة نظيفة. عدا عن ذلك فإن العلاجات تؤثر ايجابيًا أيضًا على الأمراض المرافقة، كأمراض المرافق، أمراض الأمعاء، أمراض القلب والاكتئاب. إنها ثورة بكل مفهوم علاج المرض".
من يستطيع تلقي هذه العلاجات الجديدة؟
يُشير بروفيسور م. خمايسي الى أن هذه العلاجات ليست علاجات الخط الأول من حيث السلة الدوائية وأنه هناك شروط لتلقيها. فيستطرد قائلًا "يمكن الحصول على علاج بيولوجي بعد فشل علاجين سابقين بعلاج المرض، مثل فشل علاجين بالأدوية والعقاقير أو فشل علاج بالعقاقير والعلاج الضوئي (الفوتوتيرابيا)، في حين أن الشرطة الثاني هو أن يكون المرض بدرجة متوسطة حتى صعبة، أي أنه يُغطي 50 بالمئة من مساحة الجسد فأكثر". ورغم ذلك، يوجد استثناء للشرط الثاني، فإذا كان شخص ما مصاب بالصدفية في المواقع الحساسة ككفات الأيادي أو الأعضاء التناسلية، يُصبح مستحقًا للعلاج البيولوجي. ويؤكد بروفيسور م. خمايسي "المشكلة هي أنه يوجد عدد ليس بقليل من المرضى الذين يستوفون شروط السلة الدوائية لكن لا يوجد وعي كافي لذلك، وعليه، فهم لا يحصلون على هذا العلاج". كما يذكر المختص بعلاج الأمراض الجلدية أن "العلاجات الحديثة تُعطى في البيت، بحقنة تحت الجلد (مثل الحُقن الخاصة بالسُكري) بوتيرة متغيّرة بحسب صعوبة المرض". ويُضيف أنه "في العلاجات البيولوجية الأولى كان يتوجب حقن الدواء مرتين أسبوعيًا، ولكن اليوم تطوّرت أيضًا أريحية الاستخدام، وهناك علاجات جديدة يُمكن حقنها مرة بالـ4 حتى 12 أسبوعًا".
وماذا عن الأعراض الجانبية؟
يُجيب بروفيسور م. خمايسي قائلًا "لكل علاج بيولوجي أعراض جانبية، اذ أنها تعمل على تثبيط جُزئي لجهاز المناعة. تعتمد العلاجات البيولوجية على تثبيط السيتوكينات (بروتينات السُكري) التي قد تتسبب بإلتهابات، وحينها يتراجع المرض، ولكن قد تأتي مرفقة بدرجة معينة من تثبيط جهاز المناعة". لذلك يتوجب على المرضى الذي يتلقون هذا العلاج توخي الحذر من حيث الاقتراب من مرضى آخرين، بالإضافة الى الامتناع عن إعطاء هذه الأدوية لأشخاص كانوا مصابين بالسرطان بالسنوات الخمس الماضية على سبيل المثال. لكن بروفيسور م. خمايسي يُضيف "بالرغم من ذلك، لا نشهد أي أعراض جانبية لدى غالبية المُعالَجين".
في الختام يؤكد بروفيسور م. خمايسي "هناك العديد من مرضى الصدفية الذين يشعرون بالإحباط وهناك فكرة مسبقة أنه لا يوجد حل أو علاج لهذا المرض، لكن هذا غير صحيح البتّة - كل ما بالأمر ببساطة هو أنه عليك مراجعة طبيب الجلد، كي يلائِم العلاج المناسب لدرجة الاصابة. يوجد حل للصدفيّة وعلاج يؤول الى جلد نظيف - لا تيأسوا".
-
مقدم كخدمة مستقلة من شركة نياوفارم إسرائيل 1996