نموّ الأطفال- البروبيوتيكا في غذاء الأطفال
حليب الأم، وهو أفضل غذاء للطفل، يحتوي على جميع العناصر الغذائية المطلوبة لنموّه وتطوّره، وفي الواقع هو أكثر بكثير من مجرّد طعام ويزوّده بمكوّنات فريدة ذات فوائد صحّية مثل البروبيوتيك.
وقد أثبتت الدراسات أنه خلال الأسبوع الأول من الولادة، يطوّر الأطفال الذين يتغذّون على تركيبات غذاء للأطفال (بدائل حليب) مجموعة من البكتيريا التي تستوطن الأمعاء (فلورا) والغنية بالبكتيريا المسببّة للأمراض (الضارة) مقارنة بالفلورا المعوية لدى الأطفال الذين يرضعون من الثدي حيث تكون البكتيريا السائدة لديهم هي البيفيدوس واللاكتوباسيلوس (البكتيريا الصديقة).
استخدام البروبيوتيك موجود منذ عقود (إن لم يكن مئات) من السنين. ومع ذلك، بدأ الاهتمام بالبروبيوتيك في تركيبة غذاء الأطفال بشكل رئيسي في العقد الماضي عندما بدأ العلماء بإجراء أبحاث في مجال نموّ الأطفال.
أصناف البروبيوتيك الأكثر استخدامًا هي اللاكتوباسيلوس والبيفيدوبكتيريا، وكلاهما موجود في أمعاء الأطفال الرّضع. والصنفان هما عبارة عن بكتيريا مكوّنة لحمض اللاكتيك ويندرجان تحت التعريف المتّبع للبكتيريا البروبيوتيك.
أهميّة البروبيوتيك للحماية من البكتيريا المسبّبة للأمراض خلال نموّ الأطفال:
• التأثير على منع تكاثر البكتيريا المسبّبة للأمراض - التنافس على نفس المستقبِلات في جدار الخلايا المعوية والذي يمنع البكتيريا المسبّبة للأمراض من الارتباط بالخلية المعوية والتسبب بأضرار.
• تنظيم آليات الدفاع عن "المُضيف" عن طريق زيادة فعّالية ردّة الفعل المناعية
• تقوية الروابط بين الخلايا المعوية
• إفراز المواد التي تمنع نموّ البكتيريا المسبّبة للأمراض.
• تخفيض الـpH (زيادة الحموضة) – عن طريق إفراز حمض اللاكتيك في الأمعاء
فعّالية استخدام البروبيوتيك كعلاج ووقاية من الإسهال عند الرّضع والأطفال
في دراسة عشوائية مزدوجة التعمية نشرت في عام 2005 بواسطة البروفيسور فايتسمان وزملائه في مستشفى سوروكا (في بئر السّبع)، تم فحص 194 رضيعًا سليمًا تتراوح أعمارهم بين 4-10 أشهر وزاروا الحضانات، على مدار عامين. وكان الغرض من الدراسة هو فحص ما إذا كان إعطاء تركيبة غذاء للأطفال مع مكوّن بروبيوتيك لهؤلاء الأطفال الأصحّاء سيقلّل من حدوث أمراض، مثل الإسهال والحمّى وأمراض الجهاز التنفسي.
وتمّ توزيع الأطفال على 3 مجموعات تغذية:
تركيبة غذاء للأطفال عادية لمجموعة المراقبة والمتابعة
تركيبة غذاء للأطفال معزّزة ببكتيريا اللاكتوباسيلوس راوتري
تركيبة غذاء للأطفال معزّزة ببيفيدوباكتريوم لاكتيس
تم إطعام الأطفال بتركيبة غذاء للأطفال لمدة 12 أسبوعًا
النتائج:
وتبيّن من الدراسة أن الرّضع الذين تغذّوا على تركيبة غذاء للأطفال مع المكوّن البروبيوتيك عانوا أقلّ من الإسهال وأمراض الحمّى مقارنة بالأطفال الذين تلقّوا تركيبة غذاء للأطفال بدون المكوّن البروبيوتيك.
في الآونة الأخيرة، نشرت 3-4 دراسات جديدة تثبت فعّالية Lactobacillus reuteri في تخفيف أعراض المغص وخفض مدّة البكاء اليومية عند الرّضع الذين يعانون من الغازات. في الرّضع الذين تلقوا بكتيريا راوتري عن طريق التغذية، لوحظ التأثير الجيّد بعد حوالي أسبوع من الاستعمال.
في الختام، نلاحظ في عالم التغذية عملية أصبح فيها مفهوم الغذاء الوظيفي أكثر شيوعًا. في مجال تغذية الأطفال، يمكن رؤية هذا المفهوم في الإضافات الفريدة المضافة إلى بدائل الحليب- تركيبات غذاء للأطفال.
للمزيد من المقالات، زوروا موقعنا بالّلغة العربية: https://www.materna-ar.co.il
المصادر:
1. Weizman Z, Asli G, Alsheikh A. Effect of a probiotic infant formula on infections in childcare centers: comparison of two probiotic agents. Pediatrics 2005;115:5-9.
2. Savino F et al. Lactobacillus reuteri DSM 17 938 in Infantile Colic: A Randomized, Double-Blind, Placebo-Controlled Trail. Pediatrics 2010;126:e526-e533.
3. Szajewska H, Gyrczuk E, Horvath A: Lactobacillus reuteri DSM 17938 for the management of Infantile Colic in breastfed infants: A Randomized, Double Blind, Placebo-controlled Trail. Journal of Pediattrics. Sept 14, 2012.