قبل فترة سمعنا عن برنامج لمراقبة “بلاك بيري مسنجر” من إحدى الشركات في الخليج. أمس قرأنا أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تتحرك من أجل إيقاف خدمة “بلاك بيري مسنجر”. وفي الخبر أن: “الشركة المشغلة لخدمة البلاك بيري RIM اعتذرت عن عدم الاستجابة لطلب الهيئة بإيقاف خدمة “بلاك بيري مسنجر” نظراً لارتباطها بحزمة خدمات متكاملة تقدمها الشركة، موضحة أنه في حال أصرت “هيئة الاتصالات” على طلبها فإن الشركة ستضطر إلى إيقاف كامل خدمة البلاك بيري في المملكة”.بكل الأحوال لم توضّح بعد الشركة هدفها من هذا العداء ضد هذه الخدمة. وإذا كانت المسألة أمنيّة بحتة فإن الجهات الحكومية هي المخوّلة بالتعاطي مع مثل هذا الموضوع،
وخاصةٍ أن الدول كلها تعيش حالة انسجام مع الخدمة من الناحية التقنية والأمنية. فهي خدمة لا تشل الأخلاق، ولا تخالف العقيدة، ولا تهدد المجتمع، والمسنجر برنامج بريء لتبادل الرسائل، لا أكثر ولا أقل. لا أستطيع أن أفهم عشق هيئة الاتصالات لقهر المجتمع، والدخول معهم في كل صغيرة وكبيرة، تريد أن تحول بينهم وبين هذه الخدمة المجانية التي لاقت قبولاً كاسحاً من المجتمع.
سيتحدث البعض عن وجود استخدامات خاطئة لهذه الميزة في “البلاك بيري”، لكن هذا الاستخدام السيء يصدق على كل ما ننعم به من منجزات التقنية. الرسيفر يمكن أن تشاهد به الخير والشر، جهاز الجوال، الإنترنت، مسنجر هوتميل، برامج المحادثة، كلها منجزات عظيمة أفادت المجتمع، لكن وجود بعض من يستغلها لأغراضه الخاصة لا يعني أن نقوم بإجراء جماعي ضد الخدمة، على قاعدة: امنعوه!
قال أبو عبد الله غفر الله له: أتفق مع جريدة الوطن التي ذكرت في الخبر قبل أمس أنه يتوقع: “أن تكسب هيئة الاتصالات، من جديد، غضب الشارع السعودي، خاصة وقد واجهت موجة من الاعتراض حين أوقفت قبل أسبوع خدمة التجوال المجاني التي تقدمها شركات الاتصالات العاملة في السوق المحلية”. نأمل من الهيئة أن تكف عن التنغيص على السعوديين حتى في “جوالاتهم”.
في لقاء “نيويورك تايمز” مع سعود الفيصل جاء فيه: “وبسؤاله عما إن كان لتطبيقات التكنولوجيا حيث يحب السعوديون هواتفهم الخلوية وأجهزة البلاك بيري والحواسيب وخاصية البلوتوث أن تتطفل على أجواء الخصوصية التي تعيشها المملكة، رد الأمير بقوله :” إن الخصوصية في العالم الحديث هي عبارة عن مصطلح نسبي. فكيف يمكنك أن تحظى بخصوصية ولديك حاسوب، وتستخدم تويتر، وغيرها من الأشياء؟ إنها مجرد جزء من تعقيدات وصعوبات الحياة العصرية”.