تعرض عشرات الآلاف من مستخدمي البريد الإلكتروني الخاص بغوغل، المعروف باسم “جي ميل” Gmail لصدمة قبل أيام، بعد أن اختفت رسائلهم الإلكترونية، وعناوين الاتصال لديهم.
وعبرت غوغل مساء الاثنين عن اسفها، وقالت إنها كانت بصدد استعادة كل هذه الرسائل، وذلك بحسب ما جاء على مدونتها الألكترونية.
غير أن السؤال الذي يطرح نفسه، والمثير للجدل، كيف فقدت شركة غوغل هذه الرسائل الإلكترونية؟
ولكن الأسئلة الأهم في هذا الخصوص: “هل ينبغي عليك أن تثق بشركة غوغل؟ وهل يمكن ائتمان الشركة على كل هذه المعلومات الحساسة، وخصوصاً لرجال الأعمال؟ وأخيراً، ما الذي يضمن لك أن الشركة ستواصل حماية بياناتك، مع العلم بأن ‘جي ميل’ بريد مجاني؟”
وللإجابة على هذه الأسئلة، قالت غوغل، إنها فقدت الرسائل أثناء تحديث برنامج كانت تقوم بعملية تنصيب له في أجهزتها الخادمة كلها.
ولمن يعرف الشركة جيداً، فإنه يعرف أنها تخزن العديد من النسخ عن كل البيانات والرسائل لديها في مراكز بيانات تابعة لها، وهي عبارة عن مستودعات ضخمة تحتوي على أجهزة خادمة عملاقة في أنحاء مختلفة من العالم، وفي مواقع سرية، ولذلك فإن الرسالة التي أرسلتها بالأمس ربما تكون محفوظة في آسيا أو أوروبا أو في شرقي الولايات المتحدة أو غربها.
ولكن كيف استعادت الشركة كل البيانات المفقودة بهذه السرعة؟
الجواب: تقوم شركة غوغل بحفظ كل تلك البيانات، بما فيها الرسائل الإلكترونية، على أشرطة مثل الكاسيتات، ولكنها لا تكشف عن طبيعة تلك الأشرطة، ما يعني أن الشركة تحتاج إلى أكثر من 200 ألف شريط لتحميل نسخة احتياطية واحدة من كل بريد إلكتروني، وفي النهاية سيكون هناك جبل بارتفاع 4 كيلومترات من الأشرطة الاحتياطية للبريد الإلكتروني.
بعض الخبراء يقولون إن الشركات العملاقة، مثل غوغل ومايكروسوفت وياهو وغيرها، تحتفظ بنسخ احتياطية في “السحابة الإلكترونية”، الأمر الذي يجعل استعادة البيانات من مركز بيانات دمر بسبب حريق أو لأسباب أخرى، أمراً يسيراً، ذلك أن هذه البيانات محفوظة في مراكز بيانات وأماكن أخرى.
ومع ذلك تظل القضية قابلة للجدل، إذ أنه في النهاية يعتبر “جي ميل” بريداً مجانياً، وبالتالي، من يدري ماذا سيحصل لاحقاً.