فيروس الكمبيوتر (آسبروكس) يجتاح بريطانيا والولايات المتحدة
2008-07-25 15:47:29
أكدت صحيفة "التايمز" البريطانية أن ما أطلقت عليهم "مجرمي الإنترنت" هاجموا مواقعحكومية بريطانية هامة، وهناك شكوك أن قراصنة كمبيوتر من شرق أوروبا هم الذين قاموابوضع فيروس "آسبروكس" على أكثر من ألف موقع بريطاني على الإنترنت بما فيها تلكالمواقع التي تديرها هيئة الخدمات الصحية البريطانية والمجلس المحلي وذلك خلالالأسبوعين الماضيين. وقال الخبراء أن هذا الفيروس ينتشر من خلال الرسائلالإلكترونية المجهولة والمواقع غير المعروفة، وقد بدأ بالفعل في الانتشار على نطاقيثير القلق في العالم .
وعلى العكس من الفيروسات الأخرى، فإن فيروس آسبيروكس يستقر (كامنًا) على كثير من المواقع دون اكتشافه، ويقوم الفيروس بتحميل نفسه آليا علىجهاز كمبيوتر الشخص الزائر للموقع مما يسمح لقرصان الكمبيوتر بالدخول والحصول علىالمعلومات المالية أو غيرها من المعلومات الخاصة بهذا الشخص أو تلك المؤسسات، وليسمعروفا كيف أصيبت أجهزة العديد من الأشخاص بهذا الفيروس، ولكن يقدر خبراء الأمنبأنه أصاب حوالي اثنين مليون جهاز كمبيوتر في العالم حتى الآن على الأقل.
وقال مسؤول جرائم الكمبيوتر التابعة لشرطة العاصمة البريطانية،بأن هناك تزايدا مذهلا في معدلات الإصابة بهذا الفيروس. كما أضاف: إن هذا الفيروسيوضع عادة على صفحات الوظائف الخاصة بالمجلس المحلي. ولكن الجديد في هذا الشيء أننجده على المواقع الرئيسية ويصيب زائريها. وقد تم اكتشافه بعد أن وجد أشخاص أن هناكنقودا قد أخذت من حساباتهم في البنوك أو أن هناك من ينتحل شخصياتهم.
حيث قال مهندس من جنوب لندن، أنه تم سحب مبلغ 560 جنيه إسترلينيمن حسابه في البنك خلال هذا الشهر. وبعد أن أبلغ عن السرقة، قام بتحميل برنامج مضادللفيروسات والذي حدد الفيروس الموجود على جهازه ، وهو فيروس SQL وهي تقنية تعملبالتلاؤم مع فيروس آسبيروكس. وقد قال بن تيلور بأنه يتصفح الإنترنت مرتين فقط فيالأسبوع ولا يشاهد أي شيء قد يكون سبب في اختراق جهازه. وقال بأنه لم يكن يتوقع أنهناك شخص مجرم يسيطر ويتحكم في جهاز الكمبيوتر الخاص به. ولكنه قد تخلص منهالآن.
وفي الأسبوع الماضي، أصاب فيروس آسبيروكس موقع هيئة الصحة الوطنيةفي نورفوك والذي يستخدمه آلاف الأشخاص يوميا. كما كان موقع مجلس هاكني واحدا من 12موقعا للمجالس المحلية التي أصيبت أيضا، مما يعني أن أي شخص يدخل إلى تلك المواقعمن أجل دفع قيمة تذكرة انتظار السيارة أو الضرائب سيكون معرضا لخطر الإصابة بهذاالفيروس.
و قال يوفال إيزاك، المسؤول الفني في واحدة من شركات تأمينالإنترنت، والتي عرضت معلومات عن النمو المتزايد لفيروس آسبيروكس في العالم: إن هذاالفيروس يمثل تهديدا خطيرا جدا. فمنذ خمس سنوات مضت كان يمكن للشخص أن يعرف أن جهازالكمبيوتر الخاص به قد أصيب بفيروس أم لا، ولكن هذه الأيام لا يمكن تحديد هل الجهازمصاب أم لا. وهذا ما يريده بالضبط قراصنة الكمبيوتر حيث يساعدهم ذلك على إحكامالسيطرة على أجهزة الكمبيوتر المصابة. وبمجرد أن يتم تحميل هذا الفيروس على جهازالكمبيوتر، يصبح في مقدور الهاكر أن يسرق الملفات ورسائل البريد الإلكتروني وكلماتالمرور. كما يمكن أن يقوم بإصابة أجهزة الكمبيوتر الأخرى والهجوم على الشركاتومواقع الحكومة.
ومن المؤسف أن نصف البرامج المضادة للفيروسات فقط هي التي يمكنهاأن تكتشف فيروس آسبيروكس كما يقول الخبراء، ففي الولايات المتحدة، قد نجح هذاالفيروس في اختراق المواقع الحيوية التابعة لموقع سوني للألعاب وموقع مدينة سانفرانسيسكو وغيرها من المواقع الحكومية والتجارية، وقال المتحدث الرسمي لشركةآباكس، وهي شركة مالية: هناك مسؤولية على أصحاب المواقع لتأمين ووضع برامج حمايةكافية تمنع أولئك المجرمين من الدخول إلى مواقعهم بسهولة. بالإضافة إلى تجنبمستخدمي المواقع أ ن يقوموا بتحميل أية مواد فنية أو الوقوع في شرك مشابه لتلكالأشياء، وهذا يقلل من فرصة أولئك المجرمين من إصابة أجهزة الكمبيوتر بهذاالفيروس.
وقد تزايدت الخسارة التي تحدث نتيجة احتيال قراصنة الكمبيوتروسرقتهم للمعلومات الشخصية للأشخاص باستخدام الفيروسات، بنسبة 37 بالمائة مع وجودفقد في الكروت الائتمانية الصادرة في بريطانيا يصل إلى 144 مليون جنيه إسترلينيمقارنة بمبلغ 100 مليون جنيه إسترليني عام 2000 .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير