سيكون هواة الفلك ومراقبة الظواهر الطبيعية، على موعد غداً ولأول مرة في العام 2008م، مع ظاهرة كسوف الشمس، التي ستغطي معظم أجزاء العالم. وستبدأ المناطق التي سيرى فيها ظل القمر أو الكسوف الكلي للشمس، من شمال كندا مروراً بالدائرة القطبية الشمالية ووسط روسيا ومنغوليا، وأخيراً ينتهي الكسوف الكلي في الصين عند غروب الشمس، في الوقت الذي لن تلمس العاصمة الرياض، هذا الكسوف بقدر ما ستلمسه المنطقة الشرقية من السعودية لدقائق قد لا تتجاوز الدقيقتين. وحذر علماء وخبراء فلك، من عدم النظر إلى أشعة الشمس مباشرة دون ارتداء النظارات الخاصة، وقت الكسوف، الذي سيطال مختلف الدول الخليجية والعربية، قطر وسلطنة عمان والإمارات والبحرين والكويت والعراق وسوريا ولبنان والأجزاء الشرقية من السعودية والأجزاء الشمالية من الأردن والأراضي الفلسطينية، وذلك لأن أشعة الشمس تكون مركزة علي أطرافها الأمر الذي يؤدي الي إيذاء العين.
وتعتبر ظاهرتا الكسوف والخسوف، من الظواهر التي يستفاد منها لضبط الوقت، وضبط عناصر مدار القمر حول الأرض، وبداية الأشهر العربية. والكسوف الكلي للشمس، يحدث كل مائة عام، وتشهده مناطق مُعينة من العالم، فيما لا تتجاوز مدة الكسوف الكلي، الدقائق المعدودة، وهو ما شوهد خلال كسوف الشمس، الذي شاهدته كثير من دول العالم العام الماضي. وسيتمكن المتابعون في المنطقة الشرقية من السعودية وأجزاء من المنطقة الوسطى والأجزاء الشرقية من المناطق الشمالية من مشاهدة كسوف الشمس بشكل جزئي غدا الجمعة، فيما ستكون الرؤية عسيرة نوعا ما على سكان الرياض.
وأشار قسم الفلك التابع لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في السعودية، أن القاطنين في أجزاء من كندا وقرين لاند وروسيا والصين سيتمكنون من مشاهدة الكسوف الكلي، والذي يعتبر الكسوف الكلي الأول بعد الكسوف الذي حدث في مارس 2006. ويبدأ الكسوف الجزئي في مدينة الرياض عند الساعة الواحدة وخمس وخمسون دقيقة بعد الظهر، وسينتهي عند تمام الساعة الثانية وإحدى وعشرون دقيقة. وقد لا يكون هذا الكسوف واضحاً في منطقة الرياض حيث أن الجزء المنحجب صغير جداً مقارنة مع سطح الشمس، بينما المناطق الشرقية من المملكة سيكون الكسوف أوضح من منطقة الرياض.
وأوصى القسم على ضرورة استخدام نظارات خاصة بهذا الحدث وهي عبارة عن مرشحات ضوئية مخصصة لمتابعة الشمس وهي متوفرة في قسم الفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، حيث أن النظر المباشر إلى الشمس قد يؤدي إلى عمى وأضرار دائمة للشبكية . وأفاد قسم الفلك بأن هذا الكسوف سيتبعه خسوف جزئي للقمر مشاهد في جميع مناطق السعودية يوم السبت 16/8/2008م، وسيتم تسليط الضوء على هذا الحدث في حينه.
ويرى في دولة الإمارات ككسوف جزئي بنسبة 20 في المائة إلى 30 في المائة حيث لا يغطي قرص القمر أكثر من ربع قرص الشمس ويبدأ في الإمارات الساعة الثانية و 48 دقيقة ظهرا ويصل أقصاه الساعة الثالثة و 31 دقيقة لينتهي الساعة الرابعة و 12 دقيقة عصرا علما أن كسوف الشمس التالي سيكون بتاريخ 26 يناير 2009 ويكون في الجزء الجنوبي من الأرض.
وقال إبراهيم الجروان الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية والمشرف العام للقبة السماوية بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة انه سيتبع هذا الكسوف خسوفا جزئيا للقمر يوم السبت 16 أغسطس ليل الأحد 17 أغسطس 2008 ويبدأ الساعة السادسة و23 دقيقة مساء وينتهي الساعة الحادية عشرة و 57 دقيقة بالتوقيت العالمي وتكون كلية الخسوف الساعة التاسعة و 10 دقائق بالتوقيت نفسه.
يذكر أن ظاهرتي الكسوف والخسوف تحدثان عندما تكون مراكز الشمس والقمر والأرض على استقامة واحدة. فيحدث كسوف الشمس عندما يقع القمر بين الشمس والأرض، بينما يحدث خسوف القمر عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر، كما أنهما من أفضل الشواهد على دقة الحسابات الفلكية والتي تبين وقت ومكان ونوع ومدة هذه الحوادث إلى اقرب ثانية زمنية.