من منا سبق له وأن تخيل ذات يوم أن يتمكن الباحثون من تطوير وابتكار أجهزة إلكترونية صغيرة يطلق عليها "روبوتات" أو ما يطلق عليه بالعربية "الإنسان الآلي" بل ويتم الاعتماد عليها في مجالات بحثية متطورة أيضا ؟ .. واقع نعيشه الآن ، كان في الماضي مجرد درب من دروب الخيال .. ومع مرور السنوات وحدوث طفرة كبرى علي الصعيد التقني في قطاعات عدة، نجحت الدوائر البحثية في الوصول لهذا الكشف الكبير.
ويوما بعد الآخر كان يفاجئنا الباحثون بموديلات ونماذج مبتكرة ومختلفة لتلك الروبوتات، لكنّ أيا منهما لم يصل بأي حال من الأحوال لهذا الموديل المذهل بكل ما تحمله الكلمة من معنى الذي أماط عنه النقاب باحثون يابانيون مؤخرا ً، وهو عبارة عن روبوت يشبه في شكله وتفاصيل ملامحه الشكل البشري لحد كبير وهو لفتاة صغيرة تبلغ من العمر خمسة أعوام !!
وقال القائمون على الاختراع الجديد والذي أطلقوا عليه اسم " ريبلي R-1 " إنه ينظر ويتحرك ويتفاعل مع البيئة المحيطة به شأنه شأن الإنسان، كما أنه مزود ببشرة سيليكون التي تتشابه بشكل كبير مع ملمس بشرة الإنسان. كما أن عيني الروبوت يمكنها أن تطرف وتنظر هنا وهناك في جميع الاتجاهات وكذلك تومئ برأسها. وهي مزودة أيضا ً بضفيرة تتدلى من مؤخرة رأسها، ما جعلها تثير المقارنات مع الروبوت الذي كان على هيئة ولد في فيلم " Artificial Intelligence " للمخرج الكبير ستيفين سبيلبيرغ عام 2001 .
وأكد الطاقم التقني الذي تمكن من تصميم هذا الروبوت بقسم الروبوتات في جامعة أوساكا اليابانية هو الروبوت شبه البشري الأول من نوعه على الإطلاق. وأشاروا إلى أنه مزود أيضا بأربعة أجهزة استشعار جلدية عالية الحساسية ومجموعة من المحركات التي تتيح له القيام بمهام رئيسة لكبار السن أو المعاقين مثل إحضار الأشياء. وتأمل شركة " سايبردين" للروبوتات في أن تبدأ إنتاج أعداد كبرى من هذا الروبوت في غضون أيام قليلة.
وقال العلماء إن المظهر والحركة أساسيان لترك انطباع بأن الروبوت يتواصل مع الأشخاص خلال عمليات الاتصال. وهم يأملون في أن يمكنهم مظهر الروبوت المشابه للأجسام البشرية في أن يقربهم أكثر من الأشخاص ويزيد قدراتهم التفاعلية مع الروبوت. وكان الطاقم نفسه قد كشف في عام 2005 عن نسخة مبكرة من الروبوت أطلق عليه وقتها اختصارا ً " ريبلي Q-1 "، لكنه كان لامرأة. كما كان يتميز هذا الروبوت بأنه يهمس ويتحدث بل ويتظاهر بأنه يقوم بعمليتي الشهيق والزفير ، لكنه لم يحظ برواج نتيجة بعض المشكلات التقنية.
وحينها توقع الباحث هيروشي ايشجويرو ، الأستاذ أيضا في جامعة أوساكا ، أن الروبوتات سوف تصبح عما قريب مشابه للجسم البشري لدرجة أنها ستخدع الإنسان ذات يوم بأنها كائن بشري حقيقي. وأضاف :" شأن تلك الروبوتات شأن المخبر الذي كان يظهر في الأفلام القديمة أثناء عمله في احدى القضايا، حيث يمكنه أن يتتبع شخص أثناء سيره في الحرم الجامعي لمختبر الأبحاث البحري دون ان يراه أحد ".