تخيل لو استيقظت ذات يوم على صوت إصطدام مدوي، وعرفت أنه صوت ارتطام الكرة الأرضية بكوكب آخر، أو كنت من بين الذين كتب لهم النجاة من أحد البراكين المدمرة التي تسببت في مقتل 60 % من سكان كوكب الأرض أو إذا كان لك العمر ودخلت في عصر ثلجي سيستمر لمدة 25 مليون سنة... إذن لا داعي لتضييع الوقت، فما عليك الآن سوى أن تطلق العنان لفكرك وتخيل كل هذه الأحداث الكارثية تحصل لك على أرض الواقع، وما هي طبيعة التدابير الممكن اتخاذها وقتها لإنقاذ حياتك وحياة أسرتك... قد تبدو تلك المقدمة لبعضهم بمثابة التمهيد لسيناريو أحد أفلام هوليود السينمائية الجديدة أو أحد روايات الخيال العلمي التي نطالعها بين الحين والآخر، لكن الحقيقة المفجعة هي أن هذه الأحداث هي آخر الصيحات الكارثية التي باتت تمثل تهديدًا حقيقيًا لكوكب الأرض خلال المرحلة المقبلة وفقًا لما ذكره فريق من الباحثين، وكان تساؤلهم : أي من هذه الكوارث سوف تحدث أولاً !!؟
وكشف برنامج بحثي يتم بثه الآن على القناة الرابعة الإنكليزية ويحمل عنوان "كارثة"، عن التهديدات التي تتعرض لها الكرة الأرضية كما يعطي البرنامج نظرة متمعنة في واقع الدمار الرهيب الذي ستخلفه مجموعة من الكوارث التي تنتظر الكوكب. وقال مقدم البرنامج، توني روبينسون :" ما وجدته غريبًا واستثنائيًا في تلك السلسلة الكشفية هو أن جميعها نماذج جديدة من نوعها. فعلى سبيل المثال، اكتشفنا أن الأرض والقمر مصنوعان من النسيج الصخري نفسه، ولم نتوصل لتلك النتيجة المفاجئة إلا بعد فحصنا لقطع صخرية جلبتها بعثة رحلة أبولو للقمر. فقد كنا نعتقد أن القمر عبارة عن قمر اصطناعي، تم إلتقاطه بوساطة الجاذبية الأرضية لكوكب الأرض".
ولعل من أخطر التحذيرات التي أطلقها البرنامج، وتم تصويرها على أنها تهديدات كامنة تضع كوكب الأرض أمام خطر كبير وكبير جدًا، وتلخصت تلك التهديدات في ما يلي:
* انتشار سحابة سامة فوق بريطانيا:
نشب بركان ضخم في أيسلندا عام 1783، استمر في إخراج غازات ولافا على مدار تسعة أشهر ما أدى لتغطية مساحة قدرها 200 ميل في مولتين روك. وتسبب هذا البركان أيضًا في إنتاج كميات ضخمة من غاز ثاني أكسيد الكبريت الذي يتسبب في حرق مقلة العين وإبادة النباتات وإصابة جلود الحيوانات بحك. كما أدى لنشر سحابة سامة ضخمة في غرب أوروبا، وكان هذا الحدث هو أضخم كارثة طبيعية تضرب بريطانيا الحديثة بالأمطار الحمضية لدرجة أن الدخان والطقس السيئ استمر ملازمًا للبلاد علي مدار عدة أشهر. وهي الكارثة التي زهقت أرواح 23 ألف مواطن بريطاني. والخطر الحقيقي الآن هي أن تلك الكارثة قد يتكرر حدوثها من جديد، فآيسلندا تمتلك 18 بركانًا نشط خلال القرون الحديثة، وقد تكتسح سحابات من الرماد والغاز وحمض الكبريتيك من أيسلندا قد تعصف ببريطانيا مرة أخرى.
* تسونامي يحدث كل يوم:
كانت تتم عمليات المد والجزر على سطح الكرة الأرضية منذ 4 مليارات سنة بصورة تفوق ما يحدث الآن بألف مرة، فقد كانت تسير بسرعة تصل لـ 300 ميل في الساعة وتصل لمسافات أطول في اليابسة. وعملت عمليات المد الضخمة حينما يكون القمر علي مقربة من الأرض منذ مليارات السنين، على مزج المعادن والمركبات الغذائية التي كانت تقتلعها من الأرض في مياة المحيطات، ما أدى لتكون ما أطلق عليه الحساء الأساسي، ويعتقد العلماء أن التفاعلات الكيماوية التي حدثت في هذا الحساء أدي لنشأة البروتينات الأولى– التي تكونت من خلالها بعد ذلك جميع مظاهر الحياة على الأرض. ولحسن الحظ ، تضاءلت فرص تكرار مثل هذه السيناريوهات المخيفة – وان كانت واردة الحدوث مثلما حدث عام 2004 – بسبب ابتعاد القمر التدريجي والبطيء عن كوكب الأرض.
* عصر ثلجي جديد :
يمر كوكب الأرض بعصر ثلجي – تنخفض خلاله درجات حرارة سطح الأرض بشكل كبير ولفترات طويلة ما يؤدي لتكون طبقات ثلجية في المنطقتين الجنوبية والشمالية – مرة واحدة كل 100 ألف سنة تقريبًا. ومنذ ما يقرب من 650 مليون سنة ، تجمد الكوكب بأكمله، وكانت تتأرجح درجات الحرارة صعودا وهبوطا واستمرت تلك الواقعة الفريدة حوالى 25 مليون سنة. ويرجع الباحثون ذلك لإنخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو. فإذا ارتفعت نسبة هذا الغاز، ترتفع معه درجات الحرارة وإذا قل، تنخفض معه درجات الحرارة. والآن تحكم النباتات والحيوانات والأراضي سيطرتها على كمية هذا الغاز في الجو، لكن قبل 650 مليون سنة كانت جميع الأشكال الحية على كوكب الأرض عبارة عن بكتيريا أحادية الخلية تعيش في المحيطات، حيث كانت تقوم بامتصاص الغاز من الجو. وهو ما يهدد باحتمالية عودة ظهور هذا العصر من جديد.
* انفجار بركاني هائل:
يعتقد العلماء أن الانفجار البركاني الهائل القادم سوف يقع علي الأرجح في حديقة يلوستون الوطنية بـ "ويمينغ" في الولايات المتحدة الأميركية. وعلى الرغم من عدم إخراج بركان اليلوستون لأي انفجارات منذ حوالى 70 ألف سنة، إلا أنه لا يزال نشطًا ويعتقد معظم الخبراء أنه سينفجر في المستقبل. لكنهم لم يتوقعوا حجم الانفجار أو مدى كارثيته. وقد وقع أخر أضخم انفجار لهذا البركان منذ 640 ألف عام. وقد وقعت انفجارات مماثلة بصفة منتظمة علي مدار المليوني عام الماضيين، لذا يمكن القول بأن الانفجار القادم قد تأخر بعض الشيء.