قالت وكالة دولية مختصة برصد الأحوال الجوية على كوكب الأرض، إن عام 2008 كان أبرد الأعوام التي يشهدها كوكبنا من مطلع القرن الحالي، وذلك بعد جمعها بيانات من جامعات ومحطات رصد عالمية.
وذكر التقرير السنوي للمنظمة الدولية للأرصاد، أن معدل الحرارة على الأرض خلال 2008 لم يتجاوز 14.3 درجة مائوية، وذلك بسبب ظاهرة "النينيا" التي تساعد على تبريد المحيط الأطلسي، غير أنه استطرد بأن السنة الحالية ستظل واحدة من أكثر سنوات الأرض سخونة منذ بدء عمليات الرصد في عام 1850.
ويقوم التقرير على بيانات وفرتها جامعة إيست أنجليا ومركز هادلي البريطاني والجمعية الأمريكية الوطنية لمتابعة المحيطات وطبقات الجو، وقد أظهرت أن أجزاء كبيرة من الكرة الأرضية عانت درجات حرارة تفوق بكثير المعدلات الطبيعة، وخاصة المناطق القطبية التي تراجع الجليد فيها إلى ثاني أدنى مستوى له الصيف الماضي.
ورغم برودة عام 2008 مقارنة بالسنوات الماضية، غير أنه يفوق المعدل السنوي العام للحرارة المسجلة بين 1961 و1990 بنسبة 0.31 درجة مائوية.
بالمقابل، رجّح مايلز ألن، رئيس مجموعة رصد المناخ في جامعة أوكسفورد، أن تكون العوامل النفسية المرتبطة بارتفاع الحرارة بشكل تدريجي خلال العقود الماضية قد غيّرت المفاهيم المناخية لدى البشر، بشكل جعلهم يرون في 2008 "سنة باردة."
وأوضح ألن قائلاً: "بالنسبة للأجيال التي عاشت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، فإن العام الحالي يعتبر دافئاً، لكن الذين عاشوا في الحقبة الفيكتورية (بين 1837 و1901) كانوا ليعتبرونه حاراً للغاية."
ودعا رئيس مجموعة رصد المناخ في جامعة أوكسفورد إلى معرفة الفرق بين الطقس والمناخ، تمهيداً لفهم مدلولات تراجع الحرارة هذا العام، فأشار إلى أن المصطلح الأول يدل على ظروف حرارية وبيئية قابلة للتبدل يومياً، في حين أن المصطلح الثاني يدل على إجمالي حالة المتغيرات التي رُصدت على كوكب الأرض خلال عقود.
وقد أيّد مايكل جيرارد، الأمين العام للمنظمة الدولية للأرصاد، صحة ما توجه إليه ألن، مشدداً على أن الاتجاه العام للمناخ على الأرض ما زال يخضع لتأثير عوامل الاحتباس الحراري، رغم التقلبات التي قد تظهر بين عام وآخر بسبب ظواهر ظرفية، مثل "النينيا" أو "النينو" أو حدوث ثورات بركانية كبيرة.