احذر.. شبكات التواصل الاجتماعي قد تجعلك غبياً
2014-03-11 11:36:36
شبكات التواصل الاجتماعي تجعلك غبياً، وتقوض قدرة البشر على التفكير.. هذا ما توصل إليه الدكتور إياد رهوان، الباحث في جامعة إدينبرغ البريطانية ومعهد "مصدر" الإماراتي للعلوم والتكنولوجيا، عبر بحث اعتمد على توجيه أسئلة حسابية بسيطة للعينة، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الأربعاء.
واستخلص الباحث أن إدمان البعض على شبكات التواصل الاجتماعي لا يوفر الوقت لهم للتفكير لحسابهم الخاص، مشيراً إلى أن "توتير" و"فيسبوك" يمكن أن يقوضا القدرة البشرية على التفكير التحليلي، واستنتاج الأفكار والآراء.
وقال الباحث إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسائل سريعة للتعلم والمعرفة من الشؤون الدولية إلى أدق الشؤون الشخصية للأصدقاء، ولكنها تركت تأثيراتها السلبية على العقل البشري.
ويعتقد الباحثون أن سرعة وحجم ويسر المعلومات التي يمكن مشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن أن تزيد من صعوبة التفكير التحليلي.
وحذر الدكتور رهوان من أن المواقع الاجتماعية يمكن أن تجعلنا نبدو أكثر ذكاء، ولكنه ذكاء سطحي وغير جوهري.
ودرس الخبير التكنولوجي كيفية التعلم التي تؤثر في فرد عندما يصبح جزءاً من مجموعة، وذلك عبر توجيه أسئلة يسهل الخداع بشأنها حول إجراء حسابات بسيطة، إلى عينة تتكون من 20 شخصاً.
واكتشف الباحث أن الأشخاص يميلون بسرعة للإجابات الخاطئة، ولا يمنحون أنفسهم الوقت للتفكير، ويقلدون الآخرين.
وحين طُرحت الأسئلة على نحو فردي، استطاع البعض أن يتوصل للإجابات الصحيحة، ولكن ضمن مجموعات، كان الاتجاه هو إتباع الآخرين.
وقال الدكتور رهوان إن البعض كانوا يحجمون عن التفكير الخاص فيما يفعلونه.
وكشفت دراسة حديثة أن نصف الفئة العمرية للشباب من 16 إلى 19 عاماً تدخل إلى موقع "فيسبوك" مرة شهرياً، كما أن 20% من المراهقين في نفس السن يستخدمون "تويتر" مرة شهرياً، بحسب شركة أبحاث التسويق، "غلوبال ويب اندكس".
وأفادت الدراسة بأن استخدام فيسبوك وتويتر زاد على نحو مطرد عام 2013، ولا يبدو أن هناك سقفاً للظاهرة في ظل ارتفاع جاذبية مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الدكتور رهوان: "نظن أن معظم الناس أصبحوا غير قادرين على التفكير، لأن الأمر يستدعي بذل المزيد من الجهد وتخصيص المزيد من الوقت، ونحن لم نعد نملك تلك الرفاهية لتدقيق الأشياء".
وأضاف أنه "في الوقت الذي نتعلم فيه من الآخرين، فإن ثمة خطراً في أن مشاركة المعلومات عبر تويتر وفيسبوك سوف تجعلنا أكثر اعتماداً على آراء الآخرين، ما من شأنه أن يقوض القدرة على التفكير النقدي، ويجعلنا أكثر كسلاً واعتماداً على الآخرين ما داموا يعرفون إجابة ما نبحث عنه".
ويملك الباحث حساباً على فيسبوك، ولكنه لم يستخدمه منذ أشهر، وهو ينصح الآخرين أن يمنحوا أنفسهم وقتاً للتفكير والبحث المفصل حول الموضوعات المهمة.
وبحسب دورية "المجتمع الملكي" العلمية، فإنه في الوقت الذي نبدو فيه أكثر ذكاء بسبب كم المعلومات المتوافر عند أطراف أصابعنا، فإن الزيادة المفترضة في معدل الذكاء ليست حقيقية.
وكانت دراسات سابقة قد ذكرت أن محرك البحث غوغل قلل من قدرة البشر على تذكر الأشياء.
وأفادت دراسة منشورة في دورية "العلوم" أن البشر أكثر ميلاً لنسيان الأشياء إذا ظنوا أن هناك إمكانية للعثور عليها مجدداً على الإنترنت.
وأوضحت الأبحاث أننا نتذكر موقع البحث عن معلومة على الإنترنت، أكثر من تركيزنا على المعلومة ذاتها.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير