حذر علماء فلك من أن هناك مجموعة من المذنبات "المظلمة" غير المرئية التي باتت تمثل تهديدا ً مميتا ً على كوكب الأرض. وقالت صحيفة التلغراف البريطانية في عددها الصادر اليوم الخميس تعقيبا ً على هذا التحذير المثير أن تلك المذنبات، التي قد تتواجد بالآلاف، ليست مراقبة من قبل المراصد ووكالات الفضاء. وأشارت في الوقت ذاته إلى أن تلك المذنبات والكويكبات لا تراقب إلا إذا بدأت رحلتها تجاه كوكب الأرض.
لكن بيل نابير، من جامعة كارديف الإنكليزية، أكد أن عددا كبيرا من تلك المذنبات قد يصل إلى الأرض دون أن يتم الكشف عنهم، وأضاف :" هناك قضية يجب أن توضح وهي أن المذنبات المظلمة الساكنة تمثل أهمية كبرى لكنها لا تبدو خطرة إلى حد كبير ". وقدر العلماء من جانبهم أن هناك حوالى ما يقرب من ثلاثة آلاف مذنب موجودة في المجرة، لكن لم يتم التعرف سوى إلى 25 مذنبا منها فقط. هذا وتتكون تلك المذنبات المظلمة عندما تتبخر المياه الموجودة على سطحها، ما يجعلها تعكس قدرا أقل من الضوء.
وأوضحت الصحيفة أن علماء الفلك سبق لهم وأن اكتشفوا مذنبات أثناء توجههم صوب الأرض قبل أيام قليلة من مرورهم. وفي عام 1983، تجاوز مذنب يطلق عليه " IRAS-Araki-Alcock " مسافة قدرت بنحو خمسة ملايين كيلو متر فقط ، وهي المسافة الأقرب لأي مذنب على مدار 200 عام، لكن تم التقاطه وتحديد موقعه قبل أسبوعين فقط . كما كشفت مجموعة من التجارب الأخرى التي تم إجراؤها على مذنب آخر، أطلق عليه مذنب "بورللي" في عام 2001 عن أنه يمتلك قطعا سوداء ضخمة في معظم أجزاء سطحه.
من جانبه، أوضح ستيف لارسون، من مشروع مسح سماء كاتالينا التابع لجامعة أريزونا في منطقة توكسون، المهتم بمراقبة المذنبات، أن فكرة وجود عدد غير محدد للمذنبات "المظلمة" التي تدور حول الأرض فكرة جديرة بالاهتمام. لكن كلارك تشابمان، من معهد بحوث جنوب غرب في مقاطعة بولدر في ولاية كولورادو في الولايات المتحدة الأميركية، أكد أن مثل هذه المذنبات " سوف تقوم بامتصاص أشعة الشمس بطريقة جيدة للغاية " وبذلك يمكن الكشف عنهم من خلال الحرارة التي تبعث منها.