احذر من العصابات الإلكترونية بتحديث برامج الحماية
2016-08-10 18:40:39
رصدت منصة Anti-Targeted Attack Platform لكاسبرسكي لاب نشاطاً غير عادياً في إحدى شبكات العملاء، وأدى هذا الوضع المريب إلى تمكين الباحثين من اكتشاف (ProjectSauron)، وهي حملة خبيثة منتشرة على نطاق واسع تستهدف المؤسسات المحلية.
ويأتي استهداف المؤسسات عن طريق استخدام مجموعة فريدة من الأدوات المصممة وفقاً لخصائص كل ضحية على حدة، الأمر الذي يجعل المؤشرات التقليدية الدالة على الاختراقات الأمنية عديمة النفع غالباً. ويبدو أن الهدف من هذه الهجمات يتمحور بشكل رئيسي على التجسس الإلكتروني.
وتركز حملة (ProjectSauron) بشكل خاص على اختراق وتصيّد الاتصالات المشفرة باستخدام منصة تجسس إلكتروني نموذجية متطورة تشتمل على مجموعة من الأدوات والتقنيات غير المسبوقة. ومن ابرز الخصائص المميزة المستخدمة في تكتيات حملة (ProjectSauron) الخبيثة هو التجنب المتعمد لاعتماد أنماط متكررة ومألوفة: حيث تقوم حملة (ProjectSauron) بإعداد نماذج خاصة من الطعوم الخبيثة (implants) والبنى التحتية بما يتماشى مع كل هدف فردي، ولا تلجأ إلى إعادة استخدام أي منها على الإطلاق. وهذا التكتيك المترافق مع مختلف الأساليب المتعددة لتحميل البيانات المسروقة، مثل قنوات البريد الإلكتروني النظامية و(DNS)، يساعد (ProjectSauron) في شن حملات تجسس إلكتروني سرية طويلة الأمد على الشبكات المستهدفة.
وتعطي (ProjectSauron) انطباعا بأنها عصابة إلكترونية متمرسة وتقليدية بذلت جهوداً كبيرة للتعلم من حملات القرصنة فائقة التطور، بما في ذلك (Duqu) و(Flame) و(Equation) و(Regin) وتستخدم بعضاً من تقنياتها الأكثر ابتكارا وتحرص دائماً على تحسين أساليبها الهجومية لكي تبقى متخفية باستمرار.
وحتي الآن تم تحديد أكثر من 30 شركة ومؤسسة وقعت ضحية لحملة (ProjectSauron) الخبيثة، والتي يقع معظمها في روسيا و إيران و رواندا. وهناك المزيد من الدول الناطقة باللغة الإيطالية و المؤسسات والمناطق الجغرافية التي يحتمل أن تتأثر بتلك الهجمات.
واستناداً إلى نتائج تحليلنا، تم التوصل إلى أن المؤسسات المستهدفة عموما تلعب دورا رئيسيا في توفير خدمات جيدة على نطاق الدولة، بما فيها: الهيئات الحكومية المؤسسات العسكرية مراكز البحوث العلمية شركات الاتصالات المؤسسات المالية
وتشير التحليلات الجنائية إلى أن حملة (ProjectSauron) الخبيثة تنشط منذ يونيو من عام 2011 وهي لاتزال كذلك حتى في العام 2016. ولايزال عامل العدوى الأولي المستخدم من قبل حملة (ProjectSauron) الخبيثة لاختراق شبكات الضحية مجهولا حتى الآن.
وقال فيتالي كاملوك، الباحث الأمني الرئيسي في كاسبرسكي لاب، "نشهد اليوم عدداً من هجمات القرصنة الموجهة التي تستخدم أدوات منخفضة التكلفة وفي متناول الجميع. وتعد ProjectSauron ، في المقابل، من إحدى تلك الهجمات التي تعتمد بالمرتبة الأولى على وسائل محلية الصنع وموثوقة ورموز نصوص برمجية قابلة للتخصيص. ويعد استخدام المؤشرات الفريدة لمرة واحدة، مثل سيرفر التحكم ومفاتيح التشفير وغيرها، بالإضافة إلى تبني التقنيات المتطورة من قبل الحملات الخبيثة الرئيسية الأخرى شيئاً جديداً نوعاً ما. والطريقة الوحيدة لمنع مثل هذه التهديدات تتمثل في ضرورة اقتناء حلول أمنية متعددة الطبقات، بحيث تكون قائمة على سلسلة من أجهزة الاستشعار التي ترصد أي نشاط مريب مهما كان عديم الأهمية في تدفقات أعمال الشركة، وبحيث يكون مدعوماً بقدر مضاعف من استخبارات التهديدات والتحليلات الجنائية للبحث عن الأنماط المريبة حتى وإن لم يكن هنالك مؤشرات على وجودها."
إن تمويل تكلفة هذه الحملة الخبيثة ومستواها المتطور واستمرارها دون انقطاع والهدف الكامن ورائها: مثل سرقة المعلومات السرية من مؤسسات لها مركز حساس في الدول، يشير إلى أن هناك حكومات دول متورطة أو تدعم هذه الحملة الخبيثة.
يوصي خبراء الأمن في كاسبرسكي لاب المؤسسات بإجراء تدقيق شامل لشبكات تكنولوجيا المعلومات ونقاط النهاية لديها وتطبيق الإجراءات التالية:استخدام إحدى حلول مكافحة الهجمات الموجهة إلى جانب برامج حماية نقاط النهاية الجديدة أو القائمة. إن برامج حماية نقاط النهاية لوحدها ليست كافية لمنع هجمات الجيل المقبل من الحملات الخبيثة...الاستعانة بالخبراء في حال ظهور إشارات تحذيرية من أجهزة تكنولوجيا المعلومات. إن الحلول الأمنية الأكثر تطوراً ستتمكن من اكتشاف هجمات القرصنة حتى أثناء حدوثها، والمختصون في مجال الأمن هم على الأغلب الوحيدون القادرون على منع تلك الهجمات بشكل فعال والتخفيف من تداعياتها وتحليل الهجمات الرئيسية...أكملوا الخطوات الواردة أعلاه بإضافة خدمات استخبارات التهديدات: وهذا بدورة سيساعد الفرق الأمنية في التعرف على أحدث التطورات في مشهد التهديدات ومعرفة اتجاهات هجمات القرصنة والمؤشرات التي تدل عليها لاتخاذ الاحتياطات اللازمة بشأنها....نظراً لأن العديد من الهجمات الكبرى تستهل برسائل التصيد الإلكتروني أو غيرها من وسائل إغواء الموظفين، ينبغي العمل على توعية وتوجيه الموظف لإتباع سلوك مسؤول أثناء استخدام الإنترنت.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير