لروح أخي الغالي "أمير"

"المسيح يحمينا"

من بين مجمل الكلمات التي حاول أخي أمير أن يكتبها بيد مرتجفة ومسكة غير محكمة للقلم عبارة، "المسيح يحمينا"، وكانت الأكثر وضوحًا بين الخطوط والحروف التي تمكنا من قراءة جزء ضئيل منها.

كتبها عندما زاره قدس الأب عطاالله مخولي ليصلي له قبل أن تخطفه يد المنون وتنقله إلى حضن يسوع الأقدس بثلاثة أيام. أما انتقاله فكان بتاريخ 5.5.2018 وهو تذكار استشهاد مار جريس. أنها ليست بصدفةٍ، بل انتقال فعلي لجوار يسوع، وبهذا عزاؤنا.

لكننا مشتاقون يا أمير، ونفتقدك بكل لفتة، بكل زاوية من زوايا البيت، نفتقد لضحكتك وبسمتك التي ملأت قلوبنا فرحا ودهشة لسرعة بديهتك وردك الثاقب الذي لم تخطئ سهامه أبدًا، نفتقد لجملة "زارتنا البركة" مع كل رشفة قهوة!!!

ومن هنا أعاتب الدَّهرَ، وأشكر الرَّبّ، على مصابنا وفقدنا لك وأقول:

وَأبَت يدُ الدَّهرِ إلّا أن تطالنا

فآزرتها يدُ المنونِ قاطعة وصالنا

محطمة بل ممزقة بالشِّفاء آمالنا

سرقت منًّا أميرَ الغالي وأحلامَنا

اختلست منّا بَسمة الروح وسلوانَنَا

أميرُ كنتَ البَلسَمَ لجِراحِنا وعُنوانَنا

أينما تَوَجهتَ نثرتَ طيبًا نثرتَ أقحوانا

تبكيك جوارحي والدمعُ ينسابُ مهرجانا

القلبُ مكلومٌ والكدَرُ يَشُقُ أوصالنا

يا قطعة من قلبي انتُزِعت دون استئذانا

تركت جرحًا لا يندملُ ويأبى النسيانا

تركتنا في حيرةٍ في حسرةٍ في ارتباكٍ وبهتانا

بئسكَ أيها الموتُ انتزعتَ دُرّتنا المزيانه

مع من أضئُ شمعةَعيدي يا خيرةَ الشبانا

كنتَ بتاريخِ ميلادي الهديَّة ومنالنا

أميرُ الغالي بَلِّغِ الأحبَّة الراقدينَ سلامنا

ربي اجعلهُ مع القديسينَ ولتكن هذه بشرانا

"أمي" يقولُ لكِ "الأميرُ":

"لا تجزعي، فالملاكُ ميخائيلُ اصطفانا"

بقلم أختك المحبة

ولاءجدعون