الأمير مجيد أرسلان يقول: انتُم انصفتُموني في الكتابةِ والتاريخ
هذا ما أشار اليه الأمير مجيد لدى لقائي به في قصره في عاليه
بقلم الشيخ . د. نجيب صعب ابوسنان
نائب رئاسة اتحاد تعليم الكبار في إسرائيل
ما من شك ان طائفة الموحدين الدروز في كل اقطار المعمورة يجمعهم ويوحدهم دين التوحيد الذي انبعثت منه جميع العادات والتقاليد التي نشا عليها المعروفيون ، وهي المبدا الأساسي لكل واحد من هذه الدوحة الوارفة الظلال أينما وجد ، وهذه المبادئ بدون شك ، هي الموجّه الأساسي في كل ان ومكان كما يذكر المشايخ الاجلاء أصحاب الفضيلة والكرامة والذين تمكّن فضيلة الشيخ ابي يوسف امين طيّب المولى ثراه ان يجمع بينه وبين الشيخ ابي حسن عارف حلاوة الشيخ ابي نبيه محمد ابي شقرا حيث يعتبر هؤلاء آنذاك اقطاب الزمن ، وان دلّت جهود فضيلة الشيخ ابي يوسف امين على شيىء انما تدل على لُحمة الطائفة المعروفية أينما وُجدت وحيث ما حلّت ، وان تبادل الوفود بين الدروز بقيادة الزعامات الدينية وتبادل العبارات والاراء الصاخبة والخصبة في التوحيد والتي بدون ريب تخرج من القلوب وتدخل في القلوب بايمان صادق ، كان لها الاثر الكبير في تجديد التضامن بين المعروفيين في هذه الديار واخوانهم في بلاد الأرز ، وعمّقَ بدون شك اللُحمة المعروفية تعاضدا وتماسكا من جديد بعد قطيعة عشرات السنين ، ومما لا ريب فيه انها عمّقت الاخوة والمحبة والتعاطف والتفاهم والتعاون بين أبناء الدوحة المعروفية .
ويشار هنا الى زيارة الوفد الدرزي الكبير برئاسة فضيلة الشيخ ابي يوسف امين وبرفقته لفيف من القضاة والمشايخ والمثقفين الى الأمير والزعيم المعروف مجيد أرسلان في قصره في بلدة عاليه عندها التقت الأحبة والاخوة وتُبودلت التّحيات والسلامات والعبارات بين الحضور وكذلك ايضا الاحترامات بين الطرفين من التي تعّود عليها أبناء معروف في مثل هذه اللقاءات خاصة بعد غياب طويل بين الطرفين.
وخلال هذا اللقاء حيث النشوة والبهجة والسرور، نوه لي عطوفة الأمير مجيد معبرا عن الغِبطة بهذا اللقاء الذي تمنينا حدوثه قائلا "انتم انصفتموني في الكتابة والتاريخ " يقصد عطوفتة ما كتب في التراث الدرزي والتاريخ ، وعبّر عن سروره شاكرا للقائمين على ذلك . ويُشار هنا الى الجهود التي بذلها عضو الكنيست السابق السيد امل نصر الدين آنذاك في التمهيد والتسهيل لعقد هذه اللقاءات من هنا وهناك حيث ساهم بشكل قاطع في دعم ركائز واسس مبادئ التوحيد بدون ادنى شك.
وخلال اللقاء التاريخي هذا، القى الشاعر الشعبي المحبوب أبوشادي طليع حمدان قصيدة تليق بالمقام، حيث كان يزأر كالاسد في عرينه لدى القائها بعنوان "في النا سلمان يجمعنا سوا " أورد فيما يلي بعضا من ابياتها :
الله يديمك يا مير حصن لبنان المنيع ويبقى أبوشقرا بهالجاه الرفيع
يا عم بو يوسف امين بهالديار بده رضاك ولهفتك ابنك طليع
ويا نصرالدين الامل والانتصار ويا سعيد الحق مش ممكن يضيع
ويا مشايخنا يا لفات الوقار انتو اسهروا علينا بهالقلب الوديع
انتوا اجمعونا بفرد باقة اعتبار ليش عم يتفرقوا زهور الربيع
مهما القطيع يوزعوه بكل دار خلّوا العقل راعي تيجمع هالقطيع
نحنا جماعة لا يمين ولا يسار في النا سلمان بجمعنا سوا
وبْهِمنا لبنان يبقى للجميع
وخلال اللقاء التاريخي هذا التقيت بالعديد من الاخوة في باحة القصر حيث جمعتني الظروف بالامير فيصل نجل الأمير مجيد أرسلان ، وتناولنا الحديث معا عن أوضاع لبنان بشكل عام وموقع وموقف وأوضاع الدروز في لبنان ، وطمأن الأمير فيصل مصوّرا الأحوال رغم قساوتها بالايجابية على الصعيد الطائفي والصعيد العام مشيرا الى الحياة المشتركة والعلاقات الاجتماعية متفائلا في تغيُر الأمور الى الأفضل ، وفي نهاية حديثه أشار الأمير فيصل الى ارتياح المعروفيين من غيرة إخوانهم الدروز في بلادنا وموقفهم المشرّف تجاهنا ، الامر الذي يقدّره الدروز ويعتزون به الى يوم الدين ، واعرب الأمير فيصل عن تفاؤله في تغيُر الأحوال لنتمكن دائما من اللقاء والتزاور بيننا وبينكم انشاء الله .
وتجدُر الإشارة هنا الىى أن جولة فضيلة الشيخ طريف شملت زيارةَ كل من شيخ عقل الطائفة المعروفية سماحة الشيخ ابي شقرا في بعذران وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد بك جنبلاط في المختارة ، وقد أوردت جريدة السفير اللُبنانية في عددها يوم 26 تموزعام 1982 ما قاله الشيخ امين خلال جولته مخاطبا دروز لبنان " نحن سنحمل الاوجاع والامراض والتعب عندكم بمساعدة البطل عضو الكنيست امل نصر الدين ، ونُجاهد ونضرب بسيف الحق حتى تصلوا الى حل يكون فيه بالُكم هادئاً وأمنكم وكرامتكم محفوظة ." وكان فضيلته قد اختلى لنصف ساعة بالامير مجيد ونجله فيصل وعضو البرلمان امل نصر الدين حيث نقلت صحيفة النهار اللبنانية موجزما دار في هذا اللقاء بتاريخ 24 تموز 1982 على النحو التالي: " تركّزت الاحاديث خصوصا على دور الطائفة في تحقيق الوفاق الوطني حيث تمنى الشيخ طريف ان تتضافر الجهود لحل كلِ العُقد التي تقف حائلا دون اتفاق اللبنانيين . " وتابعت جريدة النهار في تقريرها مشيرةً الى أن " فضيلة الشيخ طريف أشاد بمواقف الأمير مجيد أرسلان وتمنى ان يستمر الأبناء والاحفاد في هذا الطريق القويم مشددا على واجب التعاون بين الطائفتين الدرزية والمسيحية ، اذ أن التاريخ يشهد بما لهاتين الطائفتين من روابط قديمة ومتينة على أساسها قام لبنان ، ودعا دروز لبنان الى اظهار موقف واحد
أمام كل الطوائف اللبنانية لما فيه خير هذا البلد واستقراره . "