الكل انتحب والحاضر بكى بحسرة ولوعه لفراق الحسين الشاب الابوسناني الطموح الحاصل على مرتبة عاليه من الجمال والعلم والاخلاق بعد حادثة شؤم اجبرته على فراق الاهل والاصدقاء ورفاق الصف والخلان .
بكى الجميع لان حسينا قد فارقهم دون انذار او حتى ميعاد فملاك الموت يهبط على الانسان دون سابق انذار ليلسع بلوعته تلك التي حملته وارضعته وأنشاته ورعته الى ان اصبح شابا يافعا مدركا ولكن ليس بجميع امور واسرار الحياه .
بكى الاب الحزين بلوعه وانتحبت الام الثاكل بلوعه حتى كادت ان تفقد توازنها لنكبة ليس باصعب منها ولمفاجأة لم تحسب لها الف حساب حين تباذلت الراي مع شريكها الزوج باحثين في مستقبل حسين والى اي جامعة سيرد ابله .
غاب الحسين فاتقطع حبل الامال فلم يبق منه سوى الذكريات التي قد تغيب عن ذهن جميع الناس ما عدا الوالدين المتحسرين الباكيين ابدا فلكل ابن عندهما معزته وغلاوته والقلب يشتاق اكثر للغائب منهم .
مات الحسين جسدا ولكنه بقي روحا تطوف في افق الاهل والاحباب .
غاب الحسين وكأنه لم يكن اذ تخلت المشيئه الربانيه في لحظة مشؤومه فكان ما كان وحصل ما قد حصل .
رب احفظ اولادنا فهم دافع حياتنا وسبب وجودنا وتعبنا وعطائنا .
رب لاتحرمنا منهم واجعلهم وردة في بستاننا وزهرة في منزلنا تتضوع منها رائحة الحياة وعطر البنوه لتخلط مع اريج الابوه ومسك الاسره .
رب ارحم الامهات جميعا ولا تجعل عيونهن تدمع الا بمناسبات الفرح فدموعها تختلف عن دموع المأسي الحارقه والكاويه التي لا تشفق ولا ترحم .
رب ارحم حسيننا وحسينك واجعله من اهل الجنة ومؤمنيها المختارين واجعله صولجانا مذهبا في عرشك السماوي ليطمئن قلب الأم وليرتاح فؤاد الاب فأن غاب الحسين بجسده فاليبقى بيننا بروحه .