جمهور غفير من كفرياسيف والمنطقة، ومن بلدات عديدة من خارج المنطقة، احتضن الشاعر أحمد نايف الحاج، ابن كفرياسيف، في قاعة المركز الثقافي في القرية، مساء السبت، 9/12/2017، في أمسية خاصة، احتفالًا بإصدار ديوانه الشعري الرابع "العجزة"، وتكريمًا له على مواصلة نشاطه الأدبي الذي يزداد شبابًا مع تقدّم العمر.
جاءت الدعوة من الإتحاد القطري للأدباء الفلسطينيين- الكرمل، وأصدقاء الشاعر. افتتح الأمسية السيد عوني توما، رئيس مجلس كفرياسيف المحلي، الذي رحّب الحضور، وعدّد صفات الشاعر أحمد الحاج التي تعتبر علامة مضيئة على جبين المجتمع عامة، والقرية خاصة، وتمنى للشاعر مديد العمر وغزارة العطاء.
تلاه الأستاذ راضي كريني الذي تحدّث باسم أصدقاء الشاعر، أصحاب الدعوة للأمسية، الذي أكد على حفاظ الشاعر الإنسان على مبادئه، طيلة عمره، دون أي تبديل، ليبقى أحمد الحاج مسنًا كالكهل، وكهلًا كالشاب. وأبرز بساطة نهج حياة هذا الإنسان، وتواضعه، رغم ثقافته الغنية الواسعة. وعدّد بعض مساهمات الشاعر في الحياة العامة في القرية، من عمل تطوعي، ومن إحياء أماسي ثقافية، ومن تبرع للصالح العام، وكلها تدل على انخراط الشاعر بهموم الناس وحياتهم اليومية. وعند نهاية كلمته قام الأستاذ راضي كريني والمحامي صفوان طرباني بتقديم درع إلى الشاعر أحمد الحاج تكريمًا له على عطائه الأدبي المتواصل عشرات السنين.
وتحدث د. بطرس دلة باسم الإتحاد القطري للأدباء الفلسطينيين- الكرمل، فبيّن معرفته للشاعر المحتفى به من أيام الشباب وحتى هذا الوقت، هذه المعرفة التي أخذت شكل الصداقة الوفية التي تدوم كل العمر، دون أن تشوبها شائبة، في أي وقت من الأوقات، وتحت كل الظروف. وحدّد عددًا من ملاحظاته الأدبية حول الديوان مشيدًا بقدرات الشاعر التي ترفعه إلى مصافي الشعراء الكبار في عالم الأدب. وفي نهاية كلمته، قام الأديب سعيد نفاع، الأمين العام للإتحاد القطري للأدباء الفلسطينيين- الكرمل والشاعر علي هيبة، الناطق الرسمي باسم الإتحاد، بتقديم درع تكريمي للأستاذ الشاعر أحمد الحاج باسم إتحاد الأدباء.
ثم ألقى د. عناد جابر صالح، صديق الشاعر، قصيدة كتبها خصيصًا لهذه المناسبة، وقد عبّر د. عناد عن تقديره للشاعر وللإنسان والأستاذ المحتفى به والذي جمعته به صداقة عزيزة رغم فارق الجيل بينهما. وأشاد د. عناد بالزمالة التي جمعتهما في عالم الشعر والتي تعتبر مكملة لصداقة العمر والجيرة الحسنه بينهما.
أعقبه بروفيسور إبراهيم طه، باحث الأدب، والمحاضر الكبير في جامعة حيفا، فقدّم دراسة أدبية عن ديوان الشاعر الأخير "العجزة" معدّدًا خصائص شعر الأستاذ أحمد الحاج من ناحية المضمون، ومن ناحية الأسلوب. ومن المواضيع التي أشار إليها الباحث: التصاق الشاعر بالأرض والوطن، مقاومة الظلم أينما وجد، ومقارعة الظالمين، تعرية الحكام العرب وخيانتهم لشعوبهم، التزام الشاعر بالقضية الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني، نقل الموروث الغني للثقافة العربية وقيمها وأخلاقها.
وبعده قدّم د. منير توما، باحث الأدب والشاعر والأديب الشامل، دراسة أدبية حول ديوان الشاعر الأخير مبرزًا خصائص الشاعر من خلال شعره، ومظهرًا صفات الشاعر التي تنعكس في شعره، فأكد على العزة القومية المتوثبة، والروح الوطنية العالية، والقيم الإنسانية النبيلة، والضمير الحي اليقظ دومًا، والاستقامة كنهج حياة لا يحيد عنه الشاعر. وأشاد الباحث بالمستوى الثقافي الرفيع الذي يتمتع به الشاعر المحتفى به.
وأخيرًا، تحدث الشاعر أحمد الحاج شاكرًا الهيئات الداعية للأمسية، والجمهور الذي حضر، وكل من ساهم بنجاح الأمسية. وعاد إلى أيام طفولته مستذكرًا علاقته القديمة بالأرض والشعر، هذه العلاقة التي ظلت حاضرة حتى اللحظة. وعرف الشاعر عن نفسه المكونة من مجموعة من القيم التي وجهته في حياته وكونت شخصيته الاجتماعية التي تميز بها. وعبّر الشاعر عن تقديره للمتحدثين في الأمسية لما تكبدوه في دراسة الديوان وتأليف الدراسات الأدبية الهامة حوله. وقال الشاعر إن هذه الأمسية قد أعادته سنين إلى الوراء وأطالت عمره.
وكانت الفنانة خولة الحاج/دبسي، قد تولّت عرافة الأمسية، فقدمت الفقرات بأسلوب فني جميل خفيف الظل، شدّ الأنظار إلى البرنامج فتابعه الجمهور بكل اهتمام. وقد نوعت الفنانة طريقة تقديمها، فتارة قدمت مشاهد تمثيلية، وتارة عرضت بعض الطرائف، وتارة قرأت ما نسجته موهبتها. وقد لاقى تقديمها استحسان الجمهور وإعجابه بموهبتها.