تتصاعد موجة الاحتجاج العارمة، بين أبناء الشعب الفلسطيني، على إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل. والجرحى من المحتجين بالآلاف، والمعتقلون بالمئات والشهداء بالعشرات. إن الأرض تغلي تحت أقدام المحتلين في القدس والضفة الغربية وغزة.
وقد تحرك الجسد الفلسطيني الواحد، في كل بقعة وطأته قدماه، ينظم حركة التضامن، ويجند أحرار العالم في معركة التحرر الوطني، من الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولته المستقلة. أما الأقلية العربية القومية الصامدة على أرض الآباء والأجداد، فقد لبت نداء لجنة المتابعة العليا لشؤون الموطنين العرب، وشاركت في الفعاليات الاحتجاجية التي دعت إليها، وهي متواصلة.
لكننا، نرى لزامًا قوميًا ووطنيًا وإنسانيًا علينا، في كفرياسيف، إحدى قلاع شعبنا الوطنية، أن نبادر إلى إعلان موقف عام، يمثل ماضي قريتنا الوطني المشرف، وحاضرها الذي يصون هذا الإرث الغالي، ومستقبلها الذي نريده كغد مشرق لماض مجيد. ومن هنا تنبع أهمية هذه المبادرة، بحيث نتحمل من خلالها المسؤولية الجماعية في إعلان الموقف الوطني الذي يمثل القرية، في القضايا المصيرية لشعبنا الفلسطيني المكافح.
إن إعلان ترامب، الذي تزامن مع مئوية وعد بلفور، وما أعقبه من انفلات حكومي يميني متطرف باختطاف قانون منع التفاوض حول القدس، باعتبارها عاصمة لإسرائيل، ينذر بالانقضاض على القضية الفلسطينية، من أجل تصفيتها، لصالح الاحتلال الإسرائيلي، على اعتبار أن الظرف ملائم في المنطقة، وذلك من خلال مصادرة عاصمة الشعب الفلسطيني، قدس أقداسه، كما صادروا المساحات الواسعة من الأراضي الفلسطينية لصالح المستوطنات والاحتلال. إن أطراف المؤامرة التي أنزلت النكبة على شعبنا عام 1948، هي نفسها التي تعد المؤامرة الجديدة على قضية فلسطين، الاستعمار الجديد ممثلًا بالولايات المتحدة الأمريكية، الحركة الصهيونية والرجعية العربية.
نرفض تجاهل أهل القدس في تقرير مصيرها، للقدس أهل وشعب له الحق فيها وفي مصيرها. إن الشعب الفلسطيني يرى بالقدس عاصمة لدولته العتيدة، وهذه قضية عليها إجماع وطني فلسطيني، من جميع أطراف الشعب وأطيافه، ناهيك عن الإجماع العالمي الذي أسس للشرعية الدولية التي أقرت حل الدولتين، دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، إلى جانب دولة إسرائيل، فمن يملك الحق، في هذا العالم، بمصادرة حق تقرير مصير شعب في أرضه؟! إن شعبنا الفلسطيني ينطلق يوميًا في كفاحه دفاعًا عن حقه في القدس، مطالبًا بتحرره من الاحتلال الإسرائيلي، ومناضلًا من أجل استقلاله الوطني. ونحن نرى بأنفسنا جزءًا من هذه المعركة، ولن نتوانى عن تقديم ما يتطلبه هذا الكفاح في سبيل تحقيق أهداف شعبنا العادلة.
أهالي قريتنا الكرام!
لم نكن، في يوم من الأيام، متفرجين على كفاح شعبنا الفلسطيني، بل كنا مشاركين، من موقعنا، نخوض معركتنا الخاصة التي تصب في ميدان المعركة القومية العامة. لقد كان لكفرياسيف دور وطني بارز من أيام الاستعمار البريطاني لفلسطين وحتى اليوم، وهذا الإرث النضالي الطويل والمشرف يحملنا مسؤولية جماعية في الحفاظ على الشخصية الوطنية للقرية، وهو لن يتم إلّا بالتفافنا حول الثوابت القومية والوطنية والإنسانية التي تنصر قضيتنا وتصون عدالتها. وبناء عليه، نحن نتحمل مسؤوليتنا في هذه المبادرة، عن تمثيل القرية بموقفنا من رفض إعلان ترامب من القدس، ومطالبة حكومة نتنياهو بالانسحاب من الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس، نحو السلام العادل الذي يضمن استقلال وطني حقيقي للشعب الفلسطيني يكون أساسًا للسلام العادل في المنطقة.
التوقيع
عوني توما، رئيس المجلس المحلي
فهد خطيب، قائم بأعمال الرئيس
علي الحاج، نائب الرئيس
شهاب شحادة، نائب الرئيس
نعيم شحادة، عضو المجلس
رسلان خير، عضو المجلس
شادي شويري، عضو المجلس
حسين عواد ، عضو المجلس
سامر الياس، عضو المجلس
أسامة عبود، عضو المجلس
كانون الثاني 2018