لبّى جمهور غفير نداء "لجنة التضامن مع القدس" التي استندت إلى رفض إعلان ترامب، وقوانين حكومة نتياهو الأخيرة، حول القدس، من قبل رئيس وأعضاء مجلس كفرياسيف المحلي، من خلال منشور عام وقعوه وتم توزيعه في القرية، وذلك مساء اليوم السبت 27/1/2018، في قاعة المركز الثقافي، حيث عقد اجتماع شعبي وحدوي، أعلن فيه الحاضرون تمسكهم بالقدس عاصمة لدولة فلسطين العتيدة.
تحّث في الاجتماع السيد عوني توما، رئيس مجلس كفرياسيف المحلي، الذي رحّب بالحاضرين، وأعلن رفضه إعلان ترامب، وأعلن أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين التي ستقوم إلى جانب دولة إسرائيل، وفي حدود الرابع من حزيران عام 1967، وبدون قيام هذه الدولة لن يكون هناك سلام حقيقي، ثابت وعادل، في المنطقة، وستبقى المنطقة غارقة في الحروب.
تلاه الشاعر المعروف حسين مهنا، ابن قرية البقيعة الجليلية، الذي ألقى كلمة عبّر فيها عن موقفه الملتزم بقضايا شعبه الوطنية، وألقى قصيدة من قصائده الأخيرة التي تفيض روحًا وطنية وثّابةً، وتتدفق انتماءً قوميًا عميقًا، ويغمرها حس إنسانيٌّ أمميٌّ عابر للحدود. وقد ألقاها الشاعر بصوته المتّزن الوقور بكل هيبة وجلال ورزانة.
ثم قدّمت الطفلة الموهوبة لانه ايهاب خليل مجموعة من القصائد الوطنية، لشعراء فلسطينيين، تحفظها عن ظهر قلب، بصوتها الطفوليّ الصادق الجريء والشجاع الذي لامس شغاف القلب من كل الحاضرين، مما أثار الحماس والإعجاب والتقدير لموهبتها الصاعدة المتطورة. واختتمت هذه القصائد بقصيدة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" لمحمود درويش.
أعقبها سيادة المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأورثوذكس، الذي مثّل الكفاح الفلسطيني العادل دفاعًا عن الحقوق القومية التاريخية للشعب الفلسطيني المقاوم، ومثّل هبة القدس والمناطق المحتلة الرافضة لإعلان ترامب الذي لا يملك ذرة من تراب فلسطين ليعطيها لمن لا يستحق. لقد جسد المطران عطا الله حنا الوحدة الفلسطينية الوطنية، بين طوائف هذا الشعب بدفاعه عن أولى القبلتين وثالث الحرمين، قائلًا إن المسحيين لا يملكون قبلة سوى القدس، هي قبلتهم الوحيدة عبر التاريخ، فالقدس هي لأهلها بكل طوائفهم، مسيحيين ومسلمين، ولا تفريط بها وبمقدساتها.
وحيّى المطران سوريا شعبًا وجيشًا وقيادة، لأنها تقاتل نيابة عن كل العرب إلى جانب فلسطين. وحيّى الشعب اليمني الصابر الذي لا يتخلى عن واجبه في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني رغم جراحه النازفة. وحيّى كفرياسيف التي تقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن عروبة القدس.
واختتم الاجتماع الشيخ نور اليقين بدران، إمام مسجد النور في البعنة، الذي أعلن هويته الإنسانية التي تتألف من كل الطوائف، فلا يمكن الفصل بين هذه الطوائف في الهوية القومية، فهي مركبة من هذا المزيج الجميل. وأعلن أن القدس عاصمة دولة فلسطين وليست عاصمة الخلافة الإسلامية كما يدعي البعض، فمن خلال كل الحقب التاريخية لم تكن القدس يومًا عاصمة للخلافة الإسلامية، وهذه حقيقة تاريخية، وكل ما يقال عكس ذلك هو تزوير للتاريخ.
وكان الأستاذ إياد الحاج قد افتتح الاجتماع وتولى عرافته ممثلًا للجنة التضامن مع القدس التي أخذت على عاتقها أن تعلن موقفًا كفرساويًا موحدًا رافضًا لإعلان ترامب ولقوانين حكومة نتنياهو العنصرية التي تريد مصادرة القدس كعاصمة لفلسطين كما صادرت معظم الأرض الفلسطينية.