حين يفتتحُ الأمسية لحنُ ذاكرة يُبكي الكَلمة فهنالك ما يجب أن نُخبر عنه, ولحن "ذاكرة العَين" الّذي أعدّه العازف جمال العلي، كان افتتاحيّة أمسية نوعيّة، في زمانها ومكانها، في المركز الجماهيري أبوسنان.
حيثُ جَرى إطلاق رواية ((عَيْن خفشة)) للأديبة رجاء بكريّة، الصّادرة عن الدّار الأهليّة للنّشر والتّوزيع، عمّان.
افتتحت الأمسية مديرة المركز، السيّدة أميرة موسى بسيل تقدير ومحبّة للحضور وللضّيوف، واسترسلت متحدّثة حول العلاقة الأولى الّتي تربطها بالأديبة، ثمّ تبعها الباحث علي حيدر الّذي تولّى عرافة الأمسية بحسّ راق ولباقة لافتة، فقدّم ضيوف الأمسية، د. كوثر جابر قسّوم، د. نبيه القاسم، والأديبة رجاء بكريّة.
عددا من الإعتبارات العالية أوردها الباحثان، عبر مداخلتيهما حول المشروع الرّوائي للأديبة عموما، وروايتها الأخيرة ((عَين خَفشَة)) الّتي تلقى اهتماما واسعا في الأوساط المحلّيّة والعربيّة، بل والأجنبيّة آخرها، مركز لامارتان، باريس، أبريل الماضي.
تحدّث القاسم حول تجربة رجاء بكريّة منذ بداياتها، وأثرها عليه، واهتمّ بإبراز المختلف في الطّرح المضموني والأسٍلوبي في مشروعها الإجمالي، وروايتها الأخيرة على وجه الخصوص، ضمن أسلوبه اللّافت المثير واللّبق في تواصلهِ مع جمهوره، فاعتبر كتابتها رائدة، وأشار لحضورها كالرّوائيّة الأبرز في البلاد، إضافة إلى تحقّقها النّوعي في العالم العربي. بينما اعتبرت د. جابر قسّوم مشروع الأديبة مختلفا يثبت جدارته في المواضيع الجديدة الّتي يخوضها، عين خفشة نموذجا، ويُسجَّل للباحثة طرحها الجريء في تناول النّص شكلا ومضمونا. تحليل حداثي يجاري حدث ومخيّلة الرّواية بأفق يتسّع لمناورة المغامرة بوعي وتأنٍّ، وبُعد أفق.
وفي محور إضافي تألّق عريف الإحتفال، الباحث علي حيدر ليضيف نكهة حضورهِ عبر حوار حسّي فكريّ جميل، أجراهُ مع الأديبة فعرض إلى تجربتها، وعالمها. أُغلِقت الأمسية على قراءات مختارة للأديبة من روايتها ((عَين خَفشة)) على هامش الأمسية جرى طقس حميميّ لتوقيع الرّواية..