أحيت مساء أمس الثلاثاء، الأول من أيار 2018، جماهير منطقة عكا الحزبية، عيد العمال العالمي، بمسيرة كفاحية شارك فيها المئات من أبوسنان وكفرياسيف وسائر بلدات المنطقة. انطلقت هذه المسيرة من قرب جامع أبوسنان باتجاه قرية كفرياسيف، يتقدمها أعضاء الشبيبة الشيوعية بلباسهم الرسمي، يرفعون الأعلام الحمراء، ويعزفون على آلات أوركسترا الشبيبة صانعين بتنظيمهم وعزفهم أجواء الاحتفال المهيب.
وتلا فرقة الشبيبة حاملو الشعارات الداعية إلى إنهاء الاحتلال، وإلى إسقاط حكومة الحرب واليمين المتطرف، وضد العنصرية المستشرية في الدولة، وضد سن القوانين العنصرية، وضد انتشار السلاح في المجتمع ومختلف مظاهر العنف، ومن أجل حرية المرأة، والسلام العادل، وضد الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، ويرافقهم رافعو اللافتات المتضامنة مع مسيرات العودة السلمية في غزة، ومن أجل الاعتراف بالحقوق القومية للشعب الفلسطيني، وضد استغلال العمال بمختلف أشكاله.
وتصدرت قيادة المنطقة الحزبية هذه المسيرة يرافقها العديد من الشخصيات الشعبية والتمثيلية، والعديد من الرفاق والأصدقاء المتمسكين براية الأول من أيار . وقد علت الهتافات من حناجر المشاركين بهذه المسيرة تردد الشعارات الحماسية بروح الشعارات المكتوبة التي تصدرت المسيرة. وجاء أبناء الكادحين بعد ذلك يرفعون حمامات السلام يهتفون بالشعارات الداعية إلى توفير شروط حياة طبيعية للأطفال بعيدًا عن الحروب والاحتلال والعنف.
انتهت المسيرة بساحة أول أيار في كفرياسيف، وافتتحت فرقة الغناء التابعة لأبناء الكادحين مهرجان أول أيار بأغنية "يا شعوب الشرق". واستقبل الرفيق إياد الحاج باسم فرعي الحزب والجبهة في القرية المشاركين بمسيرة أول أيار، وقام بعرض المسيرة الكفاحية التي خاضها الشيوعيون في كفرياسيف، من أيام عصبة التحرر الوطني التي قادت النضال ضد الاستعمار البريطاني لفلسطين، ونظمت صفوف العمال ضد الظلم الاجتماعي، وصولًا إلى يومنا هذا. وبشّر أهالي القرية بوحدة فرعي الحزب والجبهة حول الرفيق شادي شويري مرشحًا لرئاسة مجلس كفرياسيف المحلي، ودعا أهالي القرية إلى احترام هذه الوحدة والاقتداء بها.
تلاه مرشح الحزب والجبهة في كفرياسيف لرئاسة المجلس المحلي، الرفيق شادي شويري، الذي دعا إلى خوض معركة انتخابية حضارية مبنية على برامج انتخابية تحترم وعي الناخب، وتلبي حاجات المواطنين في شتى المجالات. وأعلن أنه سيكون قدوة للمرشح الذي يترفع عن التجريح الشخصي ويناقش المواقف المعلنة بمنطق وعقلانية. كما أعلن التزامه بالنهج الوطني والطبقي الذي تثقف عليه في صفوف الحزب والجبهة.
أعقبه عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، ورئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، الرفيق محمد بركة، الذي هاجم سياسة نتنياهو التي تسعى إلى شن حرب جديدة في المنطقة، بهدف إنقاذ نفسه من التحقيقات الجارية بحقه بتهم الفساد. كما عبر عن التضامن مع مسيرات العودة السلمية الأسبوعية في غزة، والتي تعاملها الحكومة المتطرفة في إسرائيل بالحديد والنار. كما عبر عن استنكاره لقرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، معلنًا أن القدس لا تباع بالمال موجهًا كلامه لحكام الخليج وبالأساس للسعودية التي تحاول أن تشتري التنازل عن الحقوق الفلسطينية بالمال.
ثم تحدثت ممثلة الشبيبة الشيوعية في منطقة عكا، الرفيقة ليانة خوري التي حيّت الشبيبة الشيوعية على دورها الفاعل، ودعت الشباب والشابات إلى نيل شرف الانتساب إلى صفوفها. وبعدها تحدثت الرفيقة ختام واكد، رئيسة مجلس نعمت في الجليل المركزي، التي عرضت نشاطات مجلس نعمت الهادفة إلى التوعية، وإلى رفع مكانة المرأة، وإلى خوض النضالات من أجل حقوق العاملات عامة، والعاملات العربيات خاصة. ثم تلاها رافض الخدمة الإجبارية ساعر ياهلون، الذي هاجم حكومة اليمين المتطرف ممثلة ببنيامين نتنياهو، ودعا الجمهور إلى التجند الشعبي الكفاحي لإسقاطها. أعقبه الرفيق حسين خطيب، مرشح فرع الجبهة في دير الأسد لرئاسة المجلس المحلي، حيث عبّر عن اعتزازه بالدور الكفاحي الذي قامت به كفرياسيف على مدى عقود، معلنًا التزامه بهذا النهج الوطني الكفاحي. وتحدث الرفيق د. يوسف مطانس، سكرتير فرع الجبهة في أبوسنان، رابطًا بين العلم الأحمر وبين أول أيار، متوقفًا عند المعاني الكفاحية لهذا اليوم ولهذا العلم.
وكان مسك الختام فقرة فنية لفرقة البقاء للدبكة الشعبية التابعة لفرع الشبيبة الشيوعية في سخنين، التي أدت وصلتها بين الناس في الساحة، وليس على المنصة، حيث انضم جمهور الشباب والشابات إليهم وشاركوهم بها بتفاعل وحماس كبيرين.