صدر للكاتبة المعلّمة سهير نقولا شحادة ابنة كفرياسيف قصّة جديدة في أدب الأطفال تحت عنوان " عماد والقنديل السّحريّ"، وهي من منشورات دار الهدى للطباعة والنشر- كفرقرع.
تم التعاون مع عدة أطراف مسؤولة لكي تخرج القصة بحلّتها الأدبية، فالرسومات بريشة الفنان لؤي دوخي، التدقيق اللغوي بإشراف الآنسة مريم توما.
أمّا الأخصائية في علم النفس السيدة رنين فرح دله فقد منحت توجيهاتها المتعلقة بعلم النفس
تعرض القصّة قضيّة الخوف الّذي يتأثّر به الأطفال في أعمارهم الغضّة ويرافقهم بأشكاله المختلفة في شتى مجالات الحياة، وفي قصة " عماد والقنديل السحري" يتم التطرّق الى الخوف بشكله المباشر وغير المباشر ليفسح المجال امام القارئ للغوص والبحث في مكنونات نفسه عن سبب الخوف، والتعاطف بما يمر به من مشاعر يختلط فيها الخوف والإثارة، وبالتالي التفكير بطرق وأساليب تساعده في تخطي الشعور بالخوف من خلال السيطرة عليه.
موضوع القصة وأحداثها قد نُسِجت بطريقة ممتعة ومسلية للقارئ، بحيث تجذب انتباهه، وتعزز قدرته على تخيّل الأمور والإبحار في عالم يسوده الخيال. بالإضافة الى أن طريقة تسلسل الأحداث والترابط بين فحواها والشّخصيات تثير لدى القارئ عنصر الإثارة الذي يدفعه لمعرفة ماذا سيفعل عماد؟ أو ماذا سيحدث له؟!! كيف ستنتهي القصة؟!
القصة تعطي نبذة عن العالم الداخلي للطفل وعن المشاعر المختلفة التي ترافقه في مراحل حياته، وتسليط الضوء على موضوع الخوف هام جدا خاصة حين يواجه الأهل الصعوبة في إعطاء الإجابات المناسبة للتخفيف من حدة التوتر والخوف لدى أبنائهم. القصة تكشف دور الأم وأسلوبها في التعامل مع ابنها الخائف.... الأحداث تنقل عماد من عالم الواقع الى الخيال ليخلق لديه إحساس من السيطرة قد يفتقده الطفل عندما يسيطر عليه الخوف، والاستنتاج الذي يتوصل اليه عماد وأصدقاؤه ان الهروب من المخلوق المخيف كان فقط بسبب غرابة شكله وصوته، مما يجعل الانسان يتصرف ويشعر بناء على فكرة كوّنها في مخيلته. ويدرك البطل ان في بعض الاحيان يكون الخوف وليد تخيّلات وأفكار ينسجها الانسان في خياله ويبتكرها لتترك خلفها مشاعر من الخوف في النفس. لذا نجد القصة تقدم للقارئ الفرصة ليعيد التفكير والبحث في شتى الأمور التي اعتبرها في البداية مفهومة ومعروفة ضمنا.