تناثرت الحبات في ساعة الرمل فصنعت كثباناً من النجاح هكذا هم المثقفون المبدعون والمتميزون ذوو النظرة الثاقبة والعيون الناقدة والرؤية الواسعة والقلم الحرّ والضمير الحي الصارخ يقفون بالمرصاد في وجه الظلم ويضيئون شموعاً في الظلام لا يضيعون الوقت هباء في أدراج الرياح بل يحققون ذواتهم من خلال عملهم المثمر.
إنه مسلسل نجاح المحامي وكاتب العدل نجيب زايد. من القرية الصغيرة أبوسنان سطع نجمه في سماء القدس عاصمة الوطن الرحب التي يقيم ويعمل فيها منذ أكثر من عشرين عاماً.
إلا أن هذا الأسبوع أشرق بحلقة أخرى من هذا المسلسل الرائع, حيث شهدت مدينة القدس حضوراً غفيراً لحفل الافتتاح الذي أقامه المحامي زايد وزوجته المحامية وكاتبة العدل ماريا زايد بمناسبة انتقال مكتبهما إلى مقره الجديد في السينما سيتي شارع إسحق رابين 10، الذي يقع في موقع مميز بين مبنى المحكمة العليا ومبنى مكتب مراقب الدولة في القدس.
حضر الحفل جمعٌ من الشخصيات المهمة والمحامين اللامعين بالإضافة إلى زبائن المكتب الذين قاموا بتكريم المحامي زايد أثناء هذا الحفل.
يُذكر من الشخصيات السيد فوزي مشلب (أبو عاطف) رئيس مجلس أبوسنان المحلي والكاتب الغني عن التعريف أنطوان شلحت والمحامون الأساتذة بسام كركبي، بسام أسعد (شولي)، عبدالله زايد، فادي سويدان، خليل ظاهر، جاد قضماني، منذر البطمة، عزمي سَكَس, وائل كرام وزوجته سفيتلانا، چالينا فيدوروفسكايا، ومدقق الحسابات نزار برانسي، الكاتب د. وليد سالم، د. رشدي حمامره المحاضر في جامعة القدس، د. سليم خفش المحاضر في كلية الأمة، خالد سلمان أخصائي اجتماعي ومدير دائرة شؤون اجتماعية في القدس ، د. إميل ناصر صاحب مركز "سبكتروم" للأشعة التشخيصية، د. عبدالله بكر أخصائي الأمراض الباطنية في مستشفى مار يوسف (الفرنساوي)، المهندس فيليب خوري، المهندس المصمم المعماري (الذي صمم ديكور المكتب) علاء شلحت، والعقيد في الأمن الوقائي هاشم عثمان (أبو حربي) والقيادي في حركة فتح ناصر جعفر (أبو عاصف). كما حضر ضيوف من كل أنحاء البلاد.
تولى عرافة الحفل المستشار التنظيمي واختصاصي شباب في ضائقة المحاضر نزيه الأنصاري. وصور الحفل المصور المبدع أمجد مرار.
افتتح الحفل الكاتب والناقد أنطوان شلحت بكلمة أشاد فيها بإنجازات ابن أخته المحامي نجيب زايد ودوره الهام في القضايا المصيرية التي خاضها وتلاه رئيس مجلس أبوسنان السيد فوزي مشلب بكلمة تهنئة وفخر واعتزاز بالمحامي نجيب زايد ابن قرية أبو سنان.
كما قام عدد من زبائن المكتب بتهنئة المحامي زايد والإشادة بإنجازاته التي غيرت من مسار حياتهم وحققت أحلام أسرٍ بأكملها وسجلت نجاحاً باهراً لقضاياهم بعد سنوات من المعاناة وتركت بصمة قوية على صفحات المجتمع العربي والفلسطيني عامة والمقدسي على وجه الخصوص.
قام زايد بإلقاء كلمة شَكَر فيها ضيوف الحفل وأثنى على حبهم وإخلاصهم. ننقل لكم منها ما يلي:
"بعد أكثر من عشرين عاماً من العمل أقف أمامكم هنا لأقول لكم فرداً فرداً شكراً. فبفضلكم وثقتكم وحسن ظنكم بِي حملت الرسالة وقد آن الأوان للمضي قُدُماً من خلال مكتب جديد يليق بكم ويفي بمتطلبات هذه المرحلة ويقف بالمرصاد شوكة في حلق كل من تسول له نفسه الإجحاف بحقوقكم."
كما تحدث زايد عن مهنة المحاماة بأنها ليست مجرد مهنة وأن العمل بها ليس منصباً للمفاخرة، بل هي رسالة وأمانة: "رسالة احقاق الحق ونصرة العدل", وتعهد أن يبقى رافعاً راية الدفاع عن حقوق الانسان وواقفاً ضد الظلم وأن يكون جندياً للدفاع عن الهوية والقضية والحرية والكرامة. وأكد أن مهمة المحامي الذي يتعامل مع هذه النوعية من القضايا صعبة جداً كونه يرسم صورة من صراخ المواطن الأخرس الذي يحاول شرح معاناته لقاضٍ أعمى لا يرى تلك المعاناة وذلك نتيجة لغياب حقوق الانسان في ظل القوانين العنصرية كقانون القومية وقانون المواطنة وقانون كامينيتس.
وفي ختام كلمته عبر عن شكره وعرفانه لوالدته المعلمة المتقاعدة أنطوانيت زايد ولزوجته المحامية وكاتبة العدل ماريا زايد ودعاهما لقص شريط الافتتاح.
وفي ختام الحفل قام الطفلان روميو (15 عاماً) وألينا (10 سنوات) أبناء المحاميين نجيب وماريا زايد بعزف مقطوعات موسيقية على الجيتار والناي.
الاستاذ نجيب زايد غني عن التعريف وهو من صناع الحدث في القدس رئيس لجنة الآباء في مدرسة يداً بيد ثنائية اللغة في القدس وقد سطع نجمه في القضايا التي أقامها ضد القوانين العنصرية دفاعاً عن حقوق العائلات الفلسطينية وحقق نجاحاً باهراً في قضايا لم الشمل. وقد رفع قبل خمس سنوات قضية دستورية للطعن بقانون المواطنة وخاض معارك شرسة وحامية الوطيس ضد القوانين العنصرية وسجل انتصاراً ليصبح صاحب "الألفين بضربة واحدة"، أي الألفين بطاقة هوية لأصحاب طلبات جمع الشمل الفلسطينيين بقضية واحدة وقد رفع طوال أكثر من عشرين عاماً راية الدفاع عن حقوق الانسان وأخذ على عاتقه قضايا الفلسطينيين والمقدسيين متحدياً الظلم الذي لحق بهم جراء الاحتلال ولم يتردد أن يكون جندياً للدفاع عن الهوية والحرية والكرامة.