استضافت مدرسة "يني" الثّانويّة في كفرياسيف ، ظهر اليوم، الجمعة، 25 تشرين الأول، 2019، بروفيسور ناصر بصل، ابن مدرسة "يني"، والأستاذ فيها، والمحاضر في جامعة تل أبيب، والباحث اللّغوي والأدبيّ صاحب السّمعة العالميّة، في اللّغتين: العربيّة والعبريّة، وذلك لعدّة ساعات توزّعت على لقاء عمل إداريّ، ولقاء احتفالي مع المعلّمين، ولقاء مع عدد من الطّلّاب. 

في السّاعة الواحدة ظهرًا عقدت إدارة المدرسة جلسة عمل، شارك فيها بروفيسور ناصر بصل وأصحاب المسؤوليّات في المدرسة، بهدف تبادل الأفكار حول تطوير المدرسة، وابتداع الطّرق التّعليميّة والتّربويّة الملائمة للمرحلة الرّاهنة، وقد كانت جلسة هامّة ومفيدة، تمّ فيها الاتّفاق على تنظيم العلاقة بين المدرسة وأصدقائها، من أجل الاستفادة من مصادر القوّة العديدة التي يتمتّع بها هؤلاء الأصدقاء، في مختلف المجالات. 

وفي السّاعة الثّانية، من بعد ظهر اليوم، جرى استقبال احتفالي لبروفيسور ناصر بصل، في غرفة المعلّمين، بالتّعاون بين إدارة المدرسة ولجنة المعلّمين، تخلّله ضيافة قدّمتها لجنة المعلّمين، وتحدّث فيه الأستاذ إبراهيم الحاج، نائب مدير المدرسة، فعبّر عن تقديره لهذه الزّيارة التي تثبت عمق الانتماء، وروح العطاء عند الأستاذ ناصر، ودعا إلى إقامة مجلس استشاري حول إدارة المدرسة، يُغذّيها بالأفكار التّعليميّة والتّربويّة، ويساهم في عصرنة المدرسة، وملاءمتها للظّروف الحاضرة. 

وتحدّثت المعلمة سارة مطانس، مركّزة موضوع اللّغة الإنجليزيّة، ومرشدة فروع "شاحر" في المدارس العربيّة، والتي زاملت الأستاذ ناصر عندما كان معلّمًا في مدرسة "يني"، فعدّدت بعض المحطّات الهامّة في السّيرة الذّاتيّة لبروفيسور ناصر، ممّا أثار اعتزاز طاقم المعلّمين بالإنجازات التي تحفل بها هذه السّيرة الغنيّة والطّويلة والعميقة، وقد أضاءت هذه المحطّات العديد من النّجاحات البحثيّة الأكاديميّة الباهرة. 

تلاها الأستاذ ناصر فعرض ما يواجهه في الجامعة من نقص عند طلّابنا، واقترح آليّات عمل طويلة الأمد، من أجل سدّ هذا النّقص، ومن أجل الإعداد الجيّد لطلّابنا لخوض تجربة الحياة الأكاديميّة والنّجاح فيها؛ كما وعرض العديد من الإمكانيّات الأكاديميّة المتاحة للمعلمين وللطّلاب على حدّ سواء، وشجّع المعلّمين على الاستفادة من هذه الإمكانيّات، واقترح لقاءات مستقبليّة مع طلّاب الثّواني عشر، من أجل التّوجيه المهنيّ الصّحيح لهذا الجيل. 

وبعد أن أجاب الأستاذ ناصر على العديد من الأسئلة والاستفسارات التي عرضها المعلّمون، قدّم الأستاذ إبراهيم الحاج درعًا تكريميّة للضّيف باسم المدرسة، تعبيرًا عن تقدير المعلّمين لهذه الزّيارة، واحترامًا للزّائر، الذي كان ولا يزال ابن البيت. 

أمّا اللّقاء الأخير فكان بين بروفيسور ناصر، وبين طلّاب دورة الكتابة الإبداعيّة، وذلك من السّاعة الثّالثة وحتّى الرّابعة، تطرّق فيه الضّيف إلى أسس الكتابة الأكاديميّة، مؤكّدًا أنّ الإبداع عنصر شامل يرافق كلّ أنواع الكتابة، علميّة كانت أم أدبيّة. وعرض أمام الطّلّاب نماذج لما يجب أن تتضمّنه هذه الكتابة لكي تكون ذات قيمة بحثيّة.  

وعقّب الأستاذ إبراهيم الحاج على هذه الزّيارة قائلًا:  بذلك يكون بروفيسور ناصر كالنّسر الذي بلغ القمم الأكاديميّة، لكنّه لم ينسَ عشّه العامر بالأجيال التي تشق طريقها نحو المستقبل، فعاد إليه للاطمئنان على الفراخ مزوّدًا إيّاها بزوّادة غنيّة للطّريق، قوامها العلم والأدب، وهو ما يراه ضمانة المستقبل النيّر.