رجل نسيّ التاريخ ان يدّون يوم وشهر ميلاده ، سُجّل يوم النكبة يوم مولده . وعندما بحثنا عن مكان ولادته لم نجد سوى شجرة زيتون وحيدة حزينة حُفِر على جزعها من هنا بدأت الحكاية .
حكاية خالد ابن ابراهيم العجوري ( طرباني ) ، الاب حارب مع مجاهدي الهيئة العليا لفلسطين التي ترأسها المفتي امين الحسين ، والام فاطمة حامل ببكرها ووحيدها منتظرة عودة زوجها حامل راية النصر . خرج الثائر مع رفاقه ، ودخلت العصابات الصهيونية للبروة ، ونزحت الام الحامل ، وولد المولود في الخلا وشجرة الزيتون كانت مهده ، الرضيع يبكي والام تنزف والاب يحارب والنكبة تتشعب وتدخل وتتوغل في قلب كل الحارات البيوت .
ترعرع وكبر الرضيع وعلامات النكبة منقوشه على صدره منذ نعومة اظافره . وتعلم من النكبة بانه " لا يحك ضهرك الا ظفرك" وعرف بان لا شيء مستحيل مع الارادة والعزيمة .
قد عانى في هذه الحياة حتى اصبحت الحياة عبئاً كبيراً عليه , كثيرا من الايام اغلقت الدنيا ابوابها بوجه ورغم ذلك لم يرحل عنه الامل وبقي التفاؤل حليفه وآمن بان غداً سيكون افضل .
أنه ابي العظيم انه منبر من منابر الفخر ، عاش عصامياً ، مكافحاً ، عنيداً ، صامداً ، متفائلاً ومؤمناً بنفسه وبأولاده السبعة ، علمهم وادخلهم الجامعات جميعاً( البنات قبل الشباب كما يقول دائماً ) وتخرجوا من الجامعات وحصلوا على الشهادات ، وكل هذا بفضله وبفضل مجهوده واصرار ه وتفاؤله وايمانه بأن غداً سيكون افضل .
وها هو الان تخرج محمودك اخر عنقود وسكرك المعقود ، حلمت بهذا اليوم وحققت حلمك ، وكما نعرف بان حدودك السماء ولن تكتفي بهذا النصر ولم تنتهي مسيرتك ولم يتوقف طموحك ، وهذه جوله انتصرت فيها على النكبة المنقوشه على صدرك والحرب لم تنتهي والمعارك مستمره وانتصارك على النكبة لم يتوقف ، والجولة القريبة هي جولة نجاح الاحفاد ، قادمة لا محال، والمعارك لا تنتهي، والجولات كثيرة، ولن تُمحى نقوش النكبة الا بالعلم ، لان العلم هو طريق العودة .
ابي اريد ان اشكرك لكنني على يقين بانه مهما سطرت من حروف لن اوفيك حقك من الشكر والامتنان ، واعلم بانك لا تنتظر الشكر ، واعلم بانك انتصرت على المستحيل وما صنعته لنا ليس مفهوم ضمناً وليس بأمر عادي ، الظروف التي مررت بها والحياة التي عشتها تؤكد بأنك تغلبت على المستحيل وكسرته .
اسمح لي باسم امي الغالية وباسم ابنائك وبناتك ان نقدم اليك ونهدي لك تخرجنا ونجاحنا .
ان نقدم كل الحب والشكر والمعزة الى اليد الطاهرة التي أزالت من طريقنا أشواك الفشل إلى من ساندنا وإلى من رسم لنا المستقبل بخطوط من الثقة .
شكرا لك ابي وربنا يعطيك الصحة .
ولن تنتهي الحكاية وسوف تستمر من جيل الى جيل