بمبادرة من لجنة التّوجيه لمشروع "للمرأة مكان" 2، والتي تضم: إيمان ميعاري درويش، بانة شغري، مازل خير وأميرة فرح؛ ومشاركة مدرسة "يني" الثّانويّة، ممثلة بمديرها، الأستاذ ميخائيل خوري، ومركّز التّربية الاجتماعيّة، الأستاذ فهد جريس، وطاقم الاستشارة المكوّن من: عنان توما حزّان وريما مخولي؛ تمّ إحياء يوم المرأة العالميّ، وذلك اليوم، الجمعة، 6/3/2020، في المكتبة العامّة، إلى جانب المدرسة الثّانويّة.
ويعتبر هذا المشروع استمرارًا للمبادرة التي حازت على شهادة التّميّز، والتي بادرت إليها الباحثة أميرة فرح، في إطار تعليمها الأكاديميّ للّقب الثّاني. وأحد أسباب الحصول على شهادة التّميّز هو كون هذه المبادرة الأولى من نوعها في المجتمع العربيّ. وقد أصبحت هذه المبادرة تقليدًا سنويًّا، يعقد في يوم المرأة العالميّ، ضمن مبادرة "للمرأة مكان" 2.
وتهدف هذه المبادرة إلى إبراز طاقات النّساء في الحيّز العام. وهي تسلّط الضّوء على عدد من نساء كفرياسيف المتميّزات، النّاجحات، الملهمات، والمؤثّرات، كما تظهر مبادراتهنَّ وطاقاتهنَّ في المجتمع؛ وذلك من خلال استضافتهنَّ في مدرسة "يني" الثّانويّة، وعرض صورهنَّ مع سيرتهنَّ الذّاتيّة.
وبناء عليه استقبل طلّاب شريحة الحوادي عشر، مع معلّميهم ومربيهم، عشر نساء كفرساويّات، في قاعة المكتبة العامّة، بهدف الاطّلاع على شخصياتنَّ المتميّزة، ومن أجل تكريمهنَّ. وهؤلاء النّساء هنَّ: السّيدة إلهام بصل، بروفيسور إليانور صايغ حدّاد، المربية حنان خوري، بروفيسور رندة خير عبّاس، الفنّانة خولة الحاج دبسي، المربية سامية عودة، السّيّدة فاتنة غنطوس، السّيّدة ميسّر شغري شحادة، السّيّدة وردة جريس خوري، السّيّدة عبلة مرقس عمّوري.
افتتح اللقاء بمعزوفة موسيقيّة قدّمها طالبا المدرسة، من صفّ الثّاني عشر (6): راما بدارنة، ووسيم موسى. تلاهما مدير المدرسة، الأستاذ ميخائيل خوري، الذي رحّب بالضّيفات الكريمات، وشكر المبادرين لهذا المشروع، وأعلن أن المدرسة تحتضن هذا المشروع بمشاركة لجنة التّوجيه، للسّنة الثّانية على التّوالي، وأنّ ترسيخ هذا المشروع كإحياء، تربويّ، احتفاليّ، هادف، وتحويله إلى تقليد ثابت، هو هدف لا تنازل عنه. وبارك النّساء المكرّمات على اختيارهن كشخصيّات نسويّة متميّزة لهذا العام.
وتحدّثت الباحثة أميرة فرح، ممثلة للجنة التّوجيه، إضافة للعاملة الاجتماعيّة إيمان ميعاري درويش، حيث شرحتا فكرة المشروع، وباركتا للنّساء المكرّمات، وعبّرتا عن اعتزازهما بشراكة المدرسة للجنة التّوجيه في إحياء يوم المرأة بهذا الشّكل، الاحتفاليّ، الرّاقي والمميّز.
والجدير بالذّكر أنّ صفّ الثّاني عشر الذي تربّيه المعلمة القديرة جولييت جريس لاذقاني قد أخذ على عاتقه تحضير المعروضة التي تضمّنت مقابلات مع النّساء المكرّمات، وقام بإعداد هذه المقابلات لعرضها أمام طلّاب المدرسة ومعلّميها، بحضور النّساء الضّيفات، بعد أن اجتهد في برمجة هذه المقابلات، وفي إنتاجها في معروضة خاصّة بهذا اليوم. ويعتبر هذا المشروع، هو المشروع الصّفّيّ في برنامج التّداخل الاجتماعيّ الذي يركّزه في المدرسة، الأستاذ أيمن شحادة.
وبعد عرض السّير الذّاتيّة للمكرّمات جرى تقديم باقات الورد، والدّروع للنّساء المكرّمات. وشارك في فقرة التّكريم: مدير المدرسة، أعضاء لجنة التّوجيه وطلّاب صفّ الثّاني عشر، ثمّ قام مدير المدرسة، بتقديم شهادة تقديريّة إلى لجنة التّوجيه، تقديرًا لها على مبادرتها الفريدة والسّبّاقة في مجتمعنا.
وحضرت الاحتفال بروفيسور عنات، وهي محاضرة كبيرة في الدّراسات الجندريّة، في جامعة بار إيلان، وقد تحدّثت في حفل التّكريم معربة عن إعجابها بالمبادرة، وبتطبيقها الجميل على أرض الواقع، وتوظيفها المثقّف والمثري في حقل التّربية والتّعليم.
وبعد الانتهاء من عرض المعروضة الخاصّة، انتقل الضّيوف إلى مكتب مدير المدرسة، حيث قام الأستاذ ميخائيل خوري بشكر النّساء المكرّمات على ما أضاءوا عليه من حياتهنّ، فهذا أحسن درس حيّ لطلّابنا ومعلّمينا. وتطوّر حوار عفويّ عميق المعنى بين الحضور، عندما عبّرت المحاضرة عنات عن صوت العقل، المتنوّر، التّقدّميّ، الدّيمقراطيّ الذي علا في احتفال اليوم معبّرة عن أملها بانتصار هذا الصّوت، العقلانيّ، على روح الكراهية التي توحّد بعض الأحزاب اليمينيّة المتطرّفة في الدّولة. وعبّر السّيّد فؤاد دبسي، زوج الفنّانة خولة الحاج دبسي عن تفاؤله في تغلّب روح التّعايش، وأخوّة الشّعبين، والسّلام، على الكراهية، والتّمييز القومي، والنّزعة الحربيّة، فأكثريّة الشّعبين تريد العيش المشترك بمساواة وسلام.