الفنان القدير "يوسف مطر" نصف قرن من التلحين والغناء بحنجرة مصقولة مثل حجر كريم..

قامة شاهقة من قاماتنا الإبداعية، ومكانة فنية راسخة في الوعي والذاكرة، أسمه علامة فارقة في الساحة الفنية المحلية، ويحمل في ذاكرته الموسيقية كنوز نحلق معها  في فضاء الغناء العذب الشجي..

ولد الفنان "يوسف سليم مطر" في مدينة الناصرة عام 1949، عشق الفن منذ نعومة أظفاره، حيث نشأ على سماع العمالقة مثل السيدة أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وكارم محمود وفريد الأطرش وغيرهم.. تعلم العزف على آلة العود في سن العاشرة، وعندما تمكن من الغناء والعزف المحترف ؛ بدأ في إحياء الحفلات الطربية في المركز الثقافي إلى جانب الحفلات الخاصة والأعراس، ثم تعلم أصول الموسيقى النظرية والعملية على أيدي أساتذة أكفاء في المعهد الثقافي في مدينة الناصرة لمدة خمسة سنوات، وفي بداية السبعينيات بدأ بتسجيل أغنياته الخاصة به، وانطلق  في الغناء في الإذاعة المحلية، وشارك في عدة مهرجانات وحصل على عدد كبير من الجوائز التكريمية، كما كانت له عدة مشاركات في برامج فنية تلفزيونية مثل برنامج "من ليالينا" و "الموشحات الأندلسية"، وأحيا عدد كبير من الحفلات الخاصة والأعراس داخل وخارج البلاد في مصر وباريس ولندن وبرلين وجنوب اسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، والتقى خلال رحلته الفنية مع كبار الفنانين والمطربين العرب الذين شهدوا له بصوته الرائع وأثنوا على قدراته الفنية العالية، منهم الفنان العملاق وديع الصافي ومحمد عبد المطلب وسعاد محمد وفهد بلان وعصام رجي وعليا التونسية وصباح وغيرهم.. 
واليوم وبعد مرور نصف قرن على إنطلاقته الفنية يوجد في مكتبتنا الموسيقية ما لا يقل عن 230 أغنية خاصة بالفنان المخضرم يوسف مطر،بعضها من ألحانه والبعض الآخر من ألحان كبار الفنانين في البلاد، كان آخرها قبل نحو خمسة عشرة عاماً من ألحان نجله الفنان "كارم مطر"، كما لحن العديد من الأغاني كان آخرها قبل عامين من كلمات الشاعر جريس عيد  اسم "آه يازمن".
وتقديراً لتاريخه الحافل بالفن والعطاء، قام نادي العائلة اللاتين  بتكريمه بحضور اتحاد الفنانين والموسيقيين العرب  على مشواره الفني المشرف ورحلته الفنية العريقة التي قضاها في الفن والغناء والتلحين، وهو من مؤسسين جمعية إتحاد الفنانين وعضو ورئيس فخري للإتحاد  ...  وذلك بحضور جمهور غفير وأكثر من خمسون فناناً من كبار الفنانين المحليين.
ومن الحرية ذكره أن الفنان "كارم مطر" لديه أسرة فنية بامتياز، فزوجته تعمل معلمة موسيقى وتحترف العزف على آلة العود، وابنته "أمل مطر" التي تهوى الغناء ويشهد لها الجميع بعذوبة صوتها وروعة أدائها حيث شاركت في عدة مهرجانات وأماكن فنية مختلفة.
 ونجله الفنان والملحن والموزع الكبير "كارم مطر" الذي تألق في رسم لوحات موسيقية رائعة وأبدع في خلق الألحان والتوزيع الموسيقي المحترف للعديد من الأعمال الفنية، ومؤسس مدرسة كارم مطر لتعليم الموسيقى، والتي لاقت شهرة وإقبال كبيرين محلياً وعالمياً، وانضم إلى صفوفها عدد كبير من الطلاب لتعلم العزف والغناء، وخرجت عدد لايحصى من الموسيقيين والفنانين، كذلك يمتلك استوديوهات للتسجيل الموسيقي والتي تتم فيها كل التسجيلات الموسيقية لجميع الفنانين.

ومنذ خمسة عشر عاماً.. وبعد رحلة فنية عريقة امتدت على مدار خمسون عاماً، اعتزل الفنان يوسف مطر الغناء والفن، لكن شغفه لازال مشتعلاً بآلة العود التي تكاد لا تفارقه، والتي هي وعلى حد قوله "جزءً لا يتجزأ من حياته" فاعتادت أنامله على مداعبة أوتار عوده كل يوم، وصوته لايزال يصدح بالغناء والإطراب لكن بشكل شخصي داخل بيته وبين عائلته الذواقة للفن.