أهالي بلدي الكرام،
الزملاء، المعلمون والمعلمات الأعزّاء،
طلّابي الأحبّاء!
أتقدّم إليكم بتهنئة عطرة، بمناسبة افتتاح السّنة الدّراسيّة، وانتظام التّعليم، في مدرسة "يني" الثانويّة، هذا الصّرح التّربويّ والتّعليميّ العريق الذي تشرّفت بإدارته، مع هذا الافتتاح، ساعيًا وآملًا أن أضيف رفعةً وتقدّمًا لهذا الصّرح العالي والمتقدّم.
إنّني أشعر بمسؤوليّة كبيرة تجاه هذه المؤسّسة المميّزة في ميدان التّربية والتّعليم، في البلاد. لقد تتلمذت في هذه المدرسة، واكتسبت فيها العلم على يد أفضل الأساتذة الذين أجلّهم وأتمثل بهم، كما تربّيت في هذا البيت الدّافئ على أسمى القيم وأحسن الخلق.
وبناء عليه، فإنّ مسؤوليّتي مضاعفة نحو هذه المدرسة العزيزة عليّ، وعلى أجيال عديدة، من القرية، ومن المنطقة. أشعر بمسؤوليّة عامّة كمدير لمؤسّسة عريقة، ساهمت بتربية وتعليم أجيال متعاقبة، نجح كثيرون منها بتبوّء أعلى المراكز، في مختلف المجالات. وأشعر بمسؤوليّة شخصيّة كابن لهذه المؤسّسة، ترعرع فيها وكوّن شخصيّته الخاصّة في أجوائها التّربويّة المميّزة.
سأتعاون مع زملائي، المعلمين والمعلمات، لنعمل كطاقم متفاهم متكاتف، بروح جماعيّة، لتنفيذ المهام الكبيرة التي تنتظرنا، متحلّين بالتفاؤل والأمل والعزيمة والإصرار في القيام بواجبنا التّعليميّ والتربويّ، وفي تأدية رسالتنا النّبيلة على أكمل وجه.
لقد خطّطنا جيّدًا لعملنا في العام الدّراسي الحاليّ، وحدّدنا معالم رؤيتنا التّربويّة التي ستوجهنا في عملنا، كما حرصنا على تعيين آليّة تنفيذ هذه الرؤية، ومراقبة هذا التّنفيذ مراقبة نقديّة هادفة إلى تحسين هذا الأداء، في كل مرحلة من مراحل التّطبيق.
سيكون الطّالب في مركز رؤيتنا التّربويّة، وسنعمل على تعزيز شخصيّته من الدّاخل، ليكون مؤمنًا بقدراته ومواهبه، وبإرادته على تحقيق النّجاح. وسنعطيه دورًا في الحياة التّربوية العامّة، في مناخ المدرسة الدّاعم والمشجّع لهذا الدّور القياديّ الفاعل.
سنعمل على ملائمة برنامج التّعليم لقدرات الطّلاب المتفاوتة، بحيث نخصّص السّاعات اللّازمة لكلّ مجموعة متشابهة بالطّموح والتّحصيل، كما سنخصّص المعلمين، الأكفاء، المناسبين لكل مجموعة من هذه المجموعات. فإقرار البرنامج سيعتمد بالأساس على احتياجات الطّالب.
لقد خطّطنا بالتّعاون مع مركّز التّربية الاجتماعيّة، ومركّزة وحدة الشّبيبة التابعة للسّلطة المحليّة، برامج عمل تشمل فعاليات متعدّدة، لتعميق انتماء الطّالب لمدرسته، لبلده ومجتمعه، من خلال تحويله إلى شريك في تقديم ما هو نافع لمن حوله.
كما يتضمّن هذا البرنامج تعزيز فهم الطّالب لهويّته القوميّة والشّخصيّة، بحيث يعي مركباتها ويساهم في تدريجها، ويدافع عنها، في ميدان الصّراع على هذه المركّبات. وفي هذا المجال سينكشف الطّالب على الآخر، والعكس صحيح أيضًا، ممّا سيوفّر الفرصة أمام الطّالب ليعرف نفسه، ممّا يحقّق فلسفة سقراط الحكيم، وذلك قبل معرفة الآخر.
ومن برامج تعزيز الانتماء، رفع مكانة اللّغة العربيّة، ونحن في عام اللّغة العربيّة، كما أقرّته لجنة متابعة قضايا التّعليم، بعد سن قانون القوميّة الذي أنزل مكانتها من لغة رسميّة، إلى لغة ذات مكانة خاصّة، وفي هذا المضمار سننظم العديد من الفعاليّات، على مدار السّنة لتوسيع الوعي بلغة الأم، وبضرورة الحفاظ عليها، أمام المحاولات المتتالية لإضعافها وتهميشها.
سنخصّص حيّزًا بارزًا، من برامجنا، من أجل تقوية روابط نسيجنا الاجتماعيّ الملوّن بطبيعة أهلنا الجميلة، سنعزّز الوعي بضرورة صون هذا النّسيج ببؤبؤ العين، فهو ضمانة وجودنا الكريم على أرض هذا الوطن الجميل، الذي سنتطوّر فيه ولن نرضى عنه بديلًا.
تعتمد رؤيتنا التّربويّة على مواصلة تطوّر المعلمين المهنيّ، دون اكتفاء بما هو قائم، بل بطموح لتجهيز طاقم المعلّمين للمهام التّربويّة والتّعليميّة الكبيرة التي تتحدّى ما هو موجود، وتفتح آفاقًا لتغيير دائم في البرامج والطرائق، في مسيرة التّربية والتّعليم نحو مستقبل أفضل.
لقد بدأت بتطبيق الرّقابة على تنفيذ الخطط التّعليميّة والبرامج التّربويّة في شتّى المجالات، بهدف التّقيّيم والتّقويم الدّائمين، فالتّعلم من التّجربة يحدّد كيفيّة مواصلة طريق بناء طالب المستقبل الذي نطمح إليه. فأنا أشرف، شخصيًا، على متابعة عمل الطّواقم المختلفة، التي أقرت خطط عملها وباشرت بتنفيذها بروح جماعيّة، بتعاون وتكامل بين أفرادها.
إنّني أحترم ما حقّقته المدرسة، حتّى اليوم من إنجازات في هذه المسيرة التّعليميّة والتّربويّة العريقة، وأعدكم، بتعاون زملائي المعلمين والمعلمات، أن نواصل هذه المسيرة بالمزيد من تحقيق الأهداف، والنّجاحات والإنجازات، "فما جئتُ لأنقضَ، بل لأكمّل"، وأنا على ثقة بتضافر جهود هذا المثلث الذي لا تنفصل أضلاعه: الأهل، المعلمون والطّلاب، فهذا التّضافر كفيل بتحقيق أهم الأهداف وأكبرها وأصعبها.
إنّني أمدّ يدي للجميع، كأفراد وكمؤسّسات، تعليمية منهجيّة ولا منهجيّة، تربويّة واجتماعيّة، للتعاون من أجل مصلحة أبنائنا، وهم أغلى ما نملك، وأنا على ثقة أنّ الأهل الواعين، والمؤسّسات المسؤولة في القرية وخارجها سيقومون بواجبهم، ولن يبخلوا بتقديم ما يلزم من أجل التّعاون في مسيرة بناء مستقبل فلذات أكبادنا وهي تمشي على أرض الوطن.
كلّ عام وأنتم بخير!
أخوكم
إبراهيم الحاج
مدير مدرسة "يني" الثانويّة